بازگشت

العلة التي من أجلها لم يكف الله تعالي قتلة الائمة و من ظلمهم


1 - بصائر الدرجات: أحمد بن محمد و محمد بن الحسين، عن ابن محبوب،


عن ابن رئاب، عن ضريس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول و أناس من أصحابه حوله: و أعجب [1] من قوم يتولوننا و يجعلوننا أئمة، و يصفون بأن طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم و يخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم، فينقصون حقنا، و يعيبون بذلك علينا من أعطاه الله برهان حق معرفتنا، و التسليم لامرنا، أ ترون أن الله تبارك و تعالي افترض طاعة أوليائه علي عباده ثم يخفي عنهم أخبار السماوات و الارض، و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم.

فقال له حمران: جعلت فداك يا أبا جعفر أ رأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب عليه السلام و الحسن و الحسين عليهما السلام و خروجهم و قيامهم بدين الله و ما اصيبوا به من قتل الطواغيت إياهم و الظفر بهم، حتي قتلوا أو غلبوا؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: يا حمران إن الله تبارك و تعالي قد كان قدر ذلك عليهم و قضاه و أمضاه و حتمه ثم أجراه، فبتقدم علم من رسول الله صلي الله عليه و آله إليهم في ذلك قام علي و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم، و بعلم صمت من صمت منا، و لو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله و إظهار الطواغيت عليهم، سألوا الله دفع ذلك عنهم، و ألحوا عليه [2] في طلب ازالة ملك الطواغيت، إذا لاجابهم و دفع ذلك عنهم، ثم كان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد، و ما كان الذي أصابهم من ذلك يا حمران لذنب اقترفوه، و لا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها، و لكن لمنازل و كرامة من الله أراد أن يبلغوها، فلا تذهبن فيهم المذاهب [بك] .

[3] الصادق، عن أبيه عليهما السلام.

2 - الخصال: القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: إن أيوب ابتلي سبع سنين من ذنب، و إن الانبياء لا يذنبون لانهم معصومون مطهرون، لا يذنبون و لا يزيغون و لا يرتكبون ذنبا صغيرا و لا كبيرا.


و قال عليه السلام: إن أيوب عليه السلام مع جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة، و لا قبحت له صورة، و لا خرجت منه مدة من دم و لا قيح، و لا استقذره أحد رآه، و لا استوحش منه أحد شاهده، و لا تدود شيء من جسده، و هكذا يصنع الله عز و جل بجميع من يبتليه من أنبيائه و أوليائه المكرمين عليه، و إنما اجتنبه الناس لفقره و ضعفه في ظاهر أمره، لجهلهم بما له عند ربه تعالي ذكره من التأييد و الفرج، و قد قال النبي صلي الله عليه و آله: " أعظم الناس بلاء الانبياء ثم الا مثل فالأَمثل ".

و إنما ابتلاه الله عز و جل بالبلاء العظيم الذي يهون معه علي جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالي [4] متي شاهدوه، ليستدلوا بذلك علي أن الثواب من الله تعالي ذكره علي ضربين، استحقاق و اختصاص، و لئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه، و لا فقيرا لفقره، و لا مريضا لمرضه، و ليعلموا أنه يسقم من يشاء، و يشفي من يشاء، متي شاء، كيف شاء، بأي سبب شاء، و يجعل ذلك عبرة لمن شاء، و شقاوة لمن شاء، و سعادة لمن شاء، و هو عز و جل في جميع ذلك عدل في قضائه، و حكيم في أفعاله، لا يفعل بعباده إلا الاصلح لهم، و لا قوة لهم إلا به [5] .

وحده: 3 - قرب الاسناد: محمد بن الوليد، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز و جل " و ما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم " [6] قال: فقال هو: " و يعفوا عن كثير " قال: قلت له: ما أصاب عليا و أشباهه من أهل بيته من ذلك؟ قال: فقال: إن رسول الله صلي الله عليه و آله كان يتوب إلي الله عز و جل كل يوم سبعين مرة من ذنب.

[7] 4 - معاني الاخبار: أبي، عن سعد، عن ابن عيسي، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز و جل " و ما أصابكم من


مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفوا عن كثير " أرأيت ما أصاب عليا و أهل بيته هو بما كسبت أيديهم و هم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: إن رسول الله صلي الله عليه و آله كان يتوب إلي الله عز و جل و يستغفره في كل يوم و ليلة مائة مرة من ذنب، إن الله عز و جل يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من ذنب.

[8] توضيح: أي كما أن الاستغفار يكون في غالب الناس لحط الذنوب و في الانبياء لرفع الدرجات، فكذلك المصائب.

صاحب الامر عليه السلام 5 - إكمال الدين و علل الشرائع و الاحتجاج: محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسي القصري فقام إليه رجل فقال له: أريد أن أسألك عن شيء فقال له: سل عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين بن علي أ هو ولي الله؟ قال: نعم، قال: أخبرني عن قاتله لعنه الله أ هو عدو الله؟ قال: نعم، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عدوه علي وليه؟ فقال له أبو القاسم (رض): افهم عني ما أقول لك: أعلم أن الله عز و جل لا يخاطب الناس بشهادة العيان، و لا يشافههم بالكلام، و لكنه عز و جل بعث إليهم رسلا من أجناسهم و أصنافهم بشرا مثلهم، فلو بعث إليهم رسلا من صنفهم و صورهم لنفروا عنهم، و لم يقبلوا منهم، فلما جاءوهم و كانوا من جنسهم يأكلون الطعام و يمشون في الاسواق، قالوا لهم: أنتم [بشر] مثلنا فلا نقبل منكم حتي تأتونا بشيء نعجز أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عز و جل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها.

فمنهم: من جاء بالطوفان بعد الانذار و الاعذار، فغرق جميع من طعني و تمرد و منهم: من القي في النار فكانت عليه بردا و سلاما، و منهم: من أخرج من الحجر الصلد ناقة و أجري في ضرعها لبنا، و منهم: من فلق له البحر، و فجر له من الحجر


العيون، و جعل له العصا اليابسة ثعبانا فتلقف ما يأفكون، و منهم: من أبرأ الاكمه و الابرص و أحيا الموتي بإذن الله تعالي، و أنبأهم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم، و منه: من انشق له القمر و كلمته البهائم مثل البعير و الذئب و غير ذلك.

فلما أتوا بمثل هذه المعجزات [9] ، و عجز الخلق من اممهم عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عز و جل، و لطفه بعباده و حكمته، أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين، و في اخري مغلوبين، و في حال قاهرين، و في حال مقهورين، و لو جعلهم عز و جل في جميع أحوالهم غالبين و قاهرين و لم يبتلهم و لم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عز و جل، و لما عرف فضل صبرهم علي البلاء و المحن و الاختبار.

و لكنه عز و جل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم، ليكونوا في حال المحنة و البلوي صابرين، و في حال العافية و الظهور علي الاعداء شاكرين، و يكونوا في جميع أحوالهم متواضعين شامخين و لا متجبرين، و ليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلها هو خالقهم و مدبرهم فيعبدوه و يطيعوا رسله، و تكون حجة الله تعالي ثابتة علي من تجاوز الحد فيهم و ادعي لهم الربوبية، أوعاندو خالف و عصي و جحد بما أتت به الانبياء و الرسل، و ليهلك من هلك عن بينة، و يحيي من حي عن بينة.

قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رض): فقد منا [10] إلي الشيخ أبي القاسم بن روح قدس الله روحه من الغد و أنا أقول في نفسي: أ تراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه؟ فابتد أني فقال لي: يا محمد بن إبراهيم لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق، أحب إلي من أن أقول في دين الله تعالي ذكره برأيي [أ] و من عند نفسي، بل ذلك من [11] الاصل، و مسموع من [12] الحجة صلوات الله عليه.

[13] توضيح: " فتخطفني " أي تأخذني بسرعة، و السحيق: البعيد.



پاورقي

[1] في المصدر: إني أعجب.

[2] في المصدر: فيه.

[3] ص 124 ح 3 و البحار: 44 / 276 ح 5.

[4] في الاصل: نعمة الله تعالي.

[5] 2 / 399 ح 108 و البحار: 44 / 275 ح 3.

[6] الشوري: 30.

[7] ص 79 و البحار: 44 / 275 ح 2.

[8] معاني الاخبار ص 383 ح 15، الکافي: 2 / 450 ح 2، و البحار: 44 / 276 ح 4.

[9] في المصادر: فلما أتوا بمثل ذلک.

[10] في المصادر و البحار: فعدت.

[11] في المصادر و البحار: عن.

[12] في المصادر و البحار: عن.

[13] إکمال الدين: 2 / 507 ح 37، علل الشرائع: 1 / 241 ح 1، الاحتجاج: 2 / 287، و البحار: 44 / 273 ح 1.