بازگشت

ما رئي من أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب بعد شهادته


1 - من بعض كتب الاصحاب: قال: حكي عن رجل أسدي قال: كنت زارعا علي نهر العلقمي بعد ارتحال العسكر، عسكر بني أمية، فرأيت عجائب لا أقدر أحكي إلا بعضها، منها أنه إذا هبت الرياح تمر علي نفحات كنفحات [1] المسك و العنبر، إذا سكنت أري نجوما تنزل من السماء إلي الارض و يرقي من الارض إلي السماء مثلها، و أنا منفرد مع عيالي و لا أري أحدا أسأله عن ذلك، و عند غروب الشمس يقبل أسد من القبلة فاولي عنه إلي منزلي، فإذا أصبح و طلعت الشمس و ذهبت من منزلي أراه مستقبل القبلة ذاهبا.

فقلت في نفسي: إن هؤلاء خوارج قد خرجوا علي عبيد الله بن زياد فأمر بقتلهم وأري منهم ما لم أره من سائر القتلي، فو الله هذه الليلة لابد من المساهرة لابصر هذا الاسد يأكل من هذه الجثث أم لا؟ فلما صار عند غروب الشمس فإذا به أقبل فحققته فإذا هو هائل المنظر فارتعدت منه، و خطر ببالي: إن كان مراده لحوم بني آدم فهو يقصدني، و أنا احاكي نفسي بهذا فمثلته و هو يتخطي القتلي حتي وقع علي جسد كأنه الشمس إذا طلعت فبرك عليه فقلت: يأكل منه و إذا به يمرغ وجهه عليه و هو يهمهم و يدمدم، فقلت: الله اكبر ما هذه إلا اعجوبة، فجعلت أحرسه حتي اعتكر الظلام، و إذا بشموع معلقة


ملات الارض، و إذا ببكاء و نحيب و لطم مفجع، فقصدت تلك الاصوات فإذا هي تحت الارض، ففهمت من ناع فيهم يقول: وا حسيناه! وا إماما! فاقشعر جلدي، فقربت من الباكي و أقسمت عليه بالله و برسوله من تكون؟ فقال: إنا نساء من الجن، فقلت: و ماشأ نكن؟ فقلن: في كل يوم و ليلة هذا عزاؤنا علي الحسين الذبيح العطشان، فقلت: هذا الحسين الذي يجلس عنده الاسد؟ قلن: نعم أتعرف هذا الاسد؟ قلت: لا، قلن: هذا أبوه علي بن أبي طالب عليه السلام، فرجعت و دموعي تجري علي خدي.

[2] .



پاورقي

[1] في الاصل: نفخات کنفخات.

[2] البحار: 45 / 193.