بازگشت

حال الشجر و النباتات من قتله الاخبار الصحابة و التابعين


1 - في بعض كتب المناقب المعتبرة: أنه روي عن السيد الحفاظ أبي منصور الديلمي، عن الرئيس أبي الفتح الهمداني، عن أحمد بن الحسين الحنفي، عن عبد الله بن جعفر الطبري، عن عبد الله بن محمد التميمي، عن محمد بن الحسن العطار، عن عبد الله بن محمد الانصاري، عن عمارة بن زيد، عن بكر بن حارثة، عن محمد بن إسحاق، عن عيسي بن عمر، عن عبد الله بن عمر الخزاعي، عن هند بنت الجون قالت: نزل رسول الله صلي الله عليه و آله بخيمة خالتها ام معبد و معه أصحاب له، فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس، فقال في الخيمة هو و أصحابه حتي أبرد، و كان يوم قائظ شديد حره.

فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه فأنقاهما ثم مضمض فاه و مجه علي عوسجة كانت إلي جنب خيمة خالتها ثلاث مرات، و استنشق ثلاثا و غسل وجهه و ذراعيه ثم مسح برأسه و رجليه و قال: لهذه العوسجة شأن: ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك، ثم قام فصلي ركعتين، فعجبت و فتيات الحي من ذلك و ما كان عهدنا و لا رأينا مصليا قبله.

فلما كان من الغد أصبحنا و قد علت العوسجة حتي صارت كأعظم دوحة عارية و أبهي و خضد الله شوكها، و ساخت عروقها، و كثرت أفنانها، و اخضرت ساقها و ورقها، ثم أثمرت بعد ذلك، و أينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق، و رائحة العنبر، و طعم الشهد، و الله ما أكل منها جائع إلا شبع، و لا ظمآن إلا روي، و لا سقيم إلا برأ، و لا ذو حاجة وفاقة إلا استغني، و لا أكل من ورقها بعير و لا ناقة و لا شاة إلا سمنت و در لبنها، و رأينا النماء و البركة في أموالنا منذ يوم نزل،


و أخصبت بلادنا و أمرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة " المباركة " و كان ينتابنا [1] من حولنا من أهل البوادي يستظلون بها، و يتزودون من ورقها في الاسفار، و يحملون معهم في الارض القفار، فيقوم لهم مقام الطعام و الشراب.

فلم تزل كذلك، و علي ذلك أصبحنا ذات يوم و قد تساقط ثمارها، و أصفر ورقها، فأحزننا ذلك و فرقنا [2] له، فما كان إلا قليل حتي جاء نعي رسول الله صلي الله عليه و آله فإذا هو قد قبض ذلك اليوم، فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم و الطعم و الرائحة، فأقامت علي ذلك ثلاثين سنة، فلما كانت ذات يوم أصبحنا و إذا بها قد تشوكت من أولها إلي آخرها، فذهبت نظارة عيدانها، و تساقط جميع ثمرها، فما كان إلا يسيرا حتي وافي مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا و لا كثيرا، و انقطع ثمرها و لم نزل و من حولنا نأخذ من ورقها و نداوي مرضانا بها، و نستشفي به من أسقامنا.

فأقامت علي ذلك برهة طويلة، ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعث من ساقها دما عبيطا جاريا، و ورقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم، فقلنا: إن قد حدث عظيمة، فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء و عويلا من تحتها و جلبة شديدة و رجة، و سمعنا صوت باكية تقول: أيا ابن النبي و يا ابن الوصي و يا بقية [3] ساداتنا الاكرمينا ثم كثرت الرنات و الاصوات فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون، فأتانا بعد ذلك فتل الحسين عليه السلام و يبست الشجرة و جفت، فكسرتها الرياح و الامطار بعد ذلك، فذهبت و اندرس أثرها.

قال عبد الله بن محمد الانصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينه الرسول صلي الله عليه و آله فحدثته بهذا الحديث فلم ينكره و قال: حدثني أبي، عن جدي، عن امه سعيدة بنت مالك الخزاعية أنها أدركت تلك الشجر فأكلت من ثمرها علي عهد علي بن أبي


طالب عليه السلام و أنها سمعت تلك الليلة نوح الجن فحفظت من جنية منهن: يا ابن الشهيد و يا شهيدا عمه خير العمومة جعفر الطيار عجبا [4] لمصقول أصابك حده في الوجه منك و قد علاوه غبار قال دعبل: فقلت في قصيدتي: زرخير قبر في العراق يزار و اعص الحمار فمن نهاك حمار لم لا أزورك يا حسين لك الفدا قومي و من عطفت عليه نزار و لك المودة في قلوب ذوي النهي و علي عدوك مقتة و دمار يا ابن الشهيد و يا شهيدا عمه خير العمومة جعفر الطيار [5] توضيح: خضدت الشجر قطعت شوكها.

2 - المناقب لا بن شهرآشوب: تأريخ النسوي، و تاريخ بغداد، و إبانة العكبري: قال سفيان بن عيينة: حدثتني جدتي أن رجلا ممن شهد قتل الحسين عليه السلام كان يحمل ورسا [6] فصار ورسه دما، و رأيت النجم كأن فيه النيران يوم قتل الحسين يعني بالنجم النبات.

محمد بن الحكم، عن امه قالت [7] : انتهب الناس ورسا من عسكر الحسين عليه السلام فما استعملته إمرأة إلا برصت.

[8] الائمة: علي بن الحسين عليهم السلام 3 - اللهوف: في خطبة علي بن الحسين عليهما السلام لما ورد من كربلاء إلي المدينة: فلقد بكت السبع الشداد لقتله - إلي قوله - و الاشجار بأغصانها.

[9]



پاورقي

[1] يأتينا / خ.

[2] أي خفنا و فزعنا.

[3] في البحار وإحدي نسختي الاصل: و يا من بقية.

[4] في الاصل: عجبت.

[5] البحار: 45 / 233 ح 1.

[6] الورس: نبت أصفر يصبغ به " النهاية ج 5 ص 173 ".

[7] في البحار: قال.

[8] 3 / 213 و البحار: 45 / 300.

[9] ص 84 و البحار: 45 / 148.