بازگشت

علة عدم مبالاتهم بالقتل و أنهم فرحون مسرورون من القتل


1 - الخرائج و الجرائح: سعد، عن ابن عيسي، عن الاهوازي، عن النضر، عن عاصم بن حميد، عن الثمالي قال: قال علي بن الحسين عليهم السلام: كنت مع أبي في الليلة التي قتل في صبيحتها، فقال لاصحابه: هذا الليل فاتخذوه جنة [1] ، فإن القوم إنما يريدونني، و لو قتلوني لم يلتفتوا إليكم، و أنتم في حل وسعة، فقالوا: و الله لا يكون هذا أبدا، فقال عليه السلام: إنكم تقتلون غدا كلكم و لا يفلت [2] منكم رجل، قالوا: الحمد لله الذي شرفنا بالقتل معك.

ثم دعا فقال لهم: ارفعوا رؤوسكم و انظروا، فجعلوا ينظرون إلي مواضعهم و منازلهم من الجنة، و هو يقول لهم: هذا منزلك يا فلان [و هذا قصرك يا فلان، و هذه درجتك يا فلان] [3] ، فكان الرجل يستقبل الرماح يستقبل الرماح و السيوف بصدره و وجهه ليصل إلي منزله [4] في الجنة [5] .

الصادق عليه السلام 2 - علل الشرائع: الطالقاني، عن الجلودي، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: أخبرني عن أصحاب الحسين عليه السلام و إقدامهم علي الموت فقال: إنهم كشف لهم الغطاء [6] حتي رأوا منازلهم من الجنة، فكان الرجل [منهم] يقدم علي القتل ليبادر إلي حوراء يعانقها، و إلي مكانه من الجنة [7] .

محمد التقي، عن آبائه، عن زين العابدين عليهم السلام 3 - معاني الاخبار: المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن


علي الناصري، عن أبيه، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: لما اشتد الامر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لانهم كلما أشتد الامر تغيرت ألوانهم، و ارتعدت فرائصهم، و وجلت قلوبهم، و كان الحسين عليه السلام و بعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم، و تهدأ جوارحهم، و تسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: أنظروا لا يبالي بالموت، فقال لهم الحسين عليه السلام: صبرا بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبربكم عن البؤس و الضراء إلي الجنان الواسعة و النعيم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلي قصر؟ و ما هو لاعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلي سجن و عذاب.

إن أبي حدثني، عن رسول الله صلي الله عليه و آله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، و الموت جسر هؤلاء إلي جنانهم [8] و جسر هؤلاء إلي جحيمهم، ما كذبت و لا كذبت. [9] .



پاورقي

[1] أي سترا، و في المصدر: جملا.

[2] في المصدر: کذلک لا يفلت.

[3] ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

[4] في البحار: منزلته.

[5] المخطوط ص 438 ح 65 و البحار: 44 / 298 ح 3.

[6] في الاصل: فقال لهم کشف الغطاء.

[7] 1 / 229 ح 1 و البحار: 44 / 297 ح 1.

[8] في المصدر: جناتهم.

[9] ص 288 و البحار: 44 / 297 ح 2.