بازگشت

آخر و هو من الاول أيضا في أخبار اخر متفرقة موجزة وردت


1 - كامل الزيارات: أبي و ابن الوليد معا [1] ، عن سعد، عن محمد بن أبي الصهبان، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي سعيد عقيصا قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام و خلا به عبد الله بن الزبير فناجاه طويلا قال: ثم أقبل الحسين عليه السلام بوجهه إليهم و قال عليه السلام: ان هذا يقول لي: كن حماما من حمام الحرم، و لان اقتل و بيني و بين الحرام باع احب إلي من أن اقتل و بيني و بينه شبر، و لان اقتل بالطف أحب إلي من أن اقتل بالحرم. [2] .


2 - الكافي: علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الاحمر، عن عبد الله بن حماد، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عتيبة، قال: لقي رجل الحسين بن علي عليهما السلام بالثعلبية و هو يريد كربلاء، فدخل عليه فسلم عليه، فقال له الحسين عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أما و الله يا أخا أهل الكوفة لو لقيتك بالمدينة لاريتك أثر جبرئيل من دارنا، و نزوله بالوحي علي جدي، يا أخا أهل الكوفة أفمستقي الناس العلم من عندنا فعلموا و جهلنا؟! هذا ما لا يكون [3] 3 - ثواب الاعمال و عقاب الاعمال: ابن إدريس، عن أبيه، عن الاشعري، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن أبي الجارود، عن عمرو بن قيس المشرقي، قال: دخلت علي الحسين عليه السلام أنا و ابن عم لي و هو في فصربني مقاتل، فسلمنا عليه، فقال له ابن عمي: يا أبا عبد الله هذا الذي أري خضاب أو شعرك؟ فقال: خضاب و الشيب إلينا بني هاشم يعجل، ثم أقبل علينا فقال عليه السلام: جئتما لنصرتي؟ فقلت: إني رجل كبير السن، كثير الدين، كثير العيال، و في يدي بضائع للناس، و لا أدري ما يكون و أكره أن اضيع أمانتي، و قال له ابن عمي مثل ذلك، قال لنا فانطلقا فلا تسمعالي واعية، و لا تريا لي سوادا، فإنه من سمع واعيتنا أو رأي سوادنا فلم يجبنا و لم يغثنا كان حقا علي الله عز و جل أن يكبة علي منخريه في النار.

رجال الكشي: وجدت بخط محمد بن عمر السمرقندي، و حدثني بعض الثقات، عن الاشعري مثله [4] .

الصحابة و التابعين و الائمة جميعا 4 - المناقب لا بن شهرآشوب: الحسن البصري وام سلمة: إن الحسن


و الحسين عليهما السلام دخلا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و بين يديه جبرئيل عليه السلام فجعلا يدوران حوله يشبهانه بدحية الكلبي، فجعل جبرئيل يومئ بيده كالمتناول شيئا فإذا في يده تفاحة و سفر جلة و رمانة، فنا و لهما و تهلل وجهاهما [5] ، وسيعا إلي جدهما فأخذ منها فشمهما [6] ، ثم قال: صيرا إلي أمكما بما معكما، و بدؤكما بأبيكما أعجب، فصارا كما أمرهما، فلم يأكلوا حتي صار النبي صلي الله عليه و آله إليهم، فأكلوا جميعا.

فلم يزل كلما أكل منه عاد إلي ما كان حتي قبض رسول الله صلي الله عليه و آله، قال الحسين عليه السلام: فلم يلحقه التغيير و النقصان أيام فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله حتي توفيت، [فلما توفيت] فقدنا الرمان و بقي التفاح و السفر جل أيام أبي، فلما استشهد أمير المؤمنين عليه السلام فقد السفر جل، و بقي التفاح علي هيئته عند الحسن عليه السلام، حتي مات في سمعه، و بقيت التفاحة إلي الوقت الذي حوصرت عن الماء فكنت أشمها إذا عطشت فيسكن (بها) لهب عطشي، فلما اشتد علي العطش عضضتها و أيقنت بالفناء.

قال علي بن الحسين عليهما السلام: سمعته يقول ذلك قبل مقتله بساعة، فلما قضي نحبه وجد ريحها في مصرعه، فالتمست فلم ير لها أثر، فبقي ريحها بعد الحسين عليه السلام، و لقد زرت قبره فوجدت ريحها يفوح من قبره، فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر فليلتمس ذلك في أوقات السحر فإنه يجده إذا كان مخلصا.

[7] الائمة: الحسين بن علي عليهم السلام 5 - إرشاد المفيد: روي سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد [8] ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: خرجنا مع الحسين عليه السلام فما نزل منزلا و ما ارتحل منه إلا ذكر يحيي بن زكريا و قتله، و قال يوما: و من هوان الدنيا علي الله عز و جل أن رأس يحيي ابن زكريا اهدي إلي بغي من بغايا بني إسرائيل. [9] .


الباقر عليه السلام 6 - كامل الزيارات: أبي و جماعة مشايخي، عن سعد، عن محمد بن يحيي المعاذي عن الحسن [10] بن موسي الاصم، عن عمرو، عن جابر، [11] عن محمد بن علي عليهما السلام قال: لما هم الحسين عليه السلام بالشخوص من [12] المدينة أقبلت نساء بني عبد المطلب، فاجتمعن للنياحة حتي مشي فيهن الحسين عليه السلام، فقال: أنشدكن الله، أن تبدين هذا الامر معصية لله و لرسوله، [ف] قالت له نساء بني عبد المطلب: فلمن نستبقي النياحة و البكاء، فهو عندنا كيوم مات [فيه] رسول الله صلي الله عليه و آله و علي و فاطمة و رقية و زينب وام كلثوم، [13] فننشدك الله جعلنا الله فداك من الموت، يا حبيب [14] الابرار من أهل القبور، و أقبلت بعض عماته تبكي و تقول: أشهد يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحك و هم يقولون: و إن قتيل الطف من آل هاشم أذل رقابا من قريش فذلت حبيب رسول الله لم يك فاحشا أبانت مصيبتك الانوف وجلت و قلن أيضا: بكوا [15] حسينا سيدا و لقتله شاب الشعر و لقتله زلزلتم و لقتله انكسف القمر و احمرت آفاق السماء من العشية و السحر و تغيرت شمس البلاد بهم و أظلمت الكور ذاك ابن فاطمة المصاب به الخلائق و البشر أورثتنا ذلا به جدع الانوف مع الغرر [16] 7 - كامل الزيارات: أبي و ابن الوليد [17] ، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن


علي بن الحكم، عن أبيه، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن الحسين عليه السلام خرج مكة قبل التروية بيوم، فشيعه عبد الله بن الزبير، فقال: يا أبا عبد الله حضر الحج و تدعه و تأتي العراق؟ فقال: يا ابن الزبير لان ادفن بشاطئ الفرات أحب إلي من أن ادفن بفناء الكعبة.

[18] 8 - و منه: أبي و جماعة مشايخي، عن سعد، عن علي بن إسماعيل و ابن أبي الخطاب معا، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتب الحسين بن علي عليهما السلام من مكة إلي محمد بن علي: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلي محمد بن علي و من قبله من بني هاشم، أما بعد فإن من لحق بي أستشهد، و من لم يلحق بي لم يدرك الفتح و السلام ".

(و) قال محمد بن عمرو: و حدثني كرام عبد الكريم بن عمرو، عن ميسر بن عبد العزيز، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كتب الحسين بن علي عليهما السلام إلي محمد بن علي من كربلا، " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلي محمد بن علي و من قبله من بني هاشم أما بعد: فكأن الدنيا لم تكن وكأن الآخرة لم تزل و السلام " [19] .

9 - كتاب النوادر لعلي بن أسباط: عن بعض أصحابه رواه، قال: إن أبا جعفر عليه السلام، قال: كان أبي مبطونا يوم قتل أبوه عليه السلام و كان في الخيمة و كنت أري موالينا [20] كيف يختلفون معه، يتبعونه بالماء يشد علي الميمنة مرة و علي الميسرة مرة، و علي القلب مرة، و لقد قتلوه قتلة نهي رسول الله صلي الله عليه و آله أن يقتل بها الكلاب، [و] لقد قتل بالسيف و السنان، و بالحجارة، و بالخشب، و بالعصا، و لقد أو طؤه الخيل بعد ذلك [21] .

الصادق عليه السلام 10 - الكافي: علي، عن أبيه و محمد بن إسماعيل، عن الفضل، عن


حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر الياني [22] ، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الحسين ابن علي عليهما السلام خرج قبل (يوم) التروية بيوم إلي العراق و قد كان دخل معتمرا.

[23] 11 - و منه: علي بن إبراهيم، [عن أبيه،] عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن المتمتع مرتبط بالحج، و المعتمر إذا فرغ منها ذهب حيث شاء، و قد اعتمر الحسين عليه السلام، قال: في ذي الحجة ثم راح يوم التروية إلي العراق، و الناس يروحون إلي مني، و لا بأس بالعمرة في ذي الحجة لمن لا يريد الحج [24] .

12 - كامل الزيارات: أبي و ابن الوليد معا [25] ، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال عبد الله بن الزبير للحسين بن علي: لو جئت إلي مكة فكنت بالحرم، فقال الحسين عليه السلام: لا نستحلها و لا تستحل بنا، و لان اقتل علي تل أعفر أحب إلي من أن اقتل بها.

[26] توضيح: قال الجوهري: " الاعفر " الرمل الاحمر، و " الاعفر " الابيض و ليس بالشديد البياض انتهي، و قال المسعودي: " تل أعفر " موضع من بلاد ديار ربيعة.

13 - بصائر الدرجات: أيوب بن نوح، عن صفوان، عن مروان بن إسماعيل، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكرنا خروج الحسين عليه السلام و تخلف ابن الحنفية عنه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمزة إني ساحدثك في هذا الحديث و لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا، إن الحسين عليه السلام لما فصل متوجها دعا بقرطاس و كتب: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلي بني هشم أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد معي، و من تخلف لم يبلغ الفتح و السلام " [27] .


14 - كامل الزيارات: جماعة مشايخي منهم علي بن الحسين و محمد بن الحسن، عن سعد، عن أحمد بن محمد و محمد بن الحسين و إبراهيم بن هاشم جميعا، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن ابن عبد ربه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لما صعد الحسين بن علي عليهما السلام عقبة البطن، قال لاصحابه: ما أراني إلا مقتولا، قالوا: و ما ذاك يا أبا عبد الله؟ قال: رؤيا رأيتها في المنام، قالوا: و ما هي؟ قال عليه السلام: رأيت كدابا تنهشني أشدها علي كلب أبقع [28] .

15 - و منه: أبي، عن سعد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الحسين بن علي عليهما السلام قال لاصحابه يوم اصيبوا: اشهد أنه قد اذن في قتلكم فاتقوا الله و اصبروا.

[29] 16 - و منه: الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، [عن محمد بن عيسي] [30] عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الحسين بن علي عليهما السلام صلي بأصحابه الغداة، ثم التفت إليهم، فقال: إن الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر [31] .

توضيح: أي قدر قتلكم في علمه تعالي.

17 - كامل الزيارات: أبي و جماعة مشايخي، عن ابن عيسي، عن الاهوازي، عن النضر، عن يحيي بن عمران الحلبي، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحسين عليه السلام صلي بأصحابه يوم اصيبوا، ثم قال: أشهد أنه قد اذن في قتلكم يا قوم فاتقوا الله و اصبروا.

[32] 18 - الكافي: العدة، عن سهل، عن ابن يزيد أو غيره، عن سليمان كاتب علي بن يقطين، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال إن الاشعث بن قيس شرك


في دم أمير المؤمنين عليه السلام و ابنته جعدة سمت الحسن عليه السلام و محمد ابنه شرك في دم الحسين عليه السلام [33] .

خاتمة: قال السيد المرتضي في كتاب تنزيه الانبياء: فإن قيل ما العذر في خروجه من مكة بأهله و عياله إلي الكوفة، و المستولي عليها أعداؤه، و المتأمر فيها من قبل يزيد اللعين يتسلط [34] الامر و النهي، و قد رأي صنع أهل الكوفة بأبيه و أخيه صلوات الله عليهما، و أنهم غادرون خوانون، و كيف خالف ظنه ظن نصحائه في الخروج و ابن عباس يشير بالعدول عن الخروج، و يقطع علي العطب فيه، و ابن عمر لما ودعه، يقول له: استودعك الله من قتيل إلي ذلك ممن تكلم في هذا الباب.

ثم لما علم بقتل مسلم بن عقيل و قد أنفذه رائدا له، كيف لم يرجع لما علم [35] الغرور من القوم؟ و تفطن [36] بالحيلة و المكيدة، ثم كيف استجاز أن يحارب بنفر قليل لجموع عظيمة خلفها مواد لها كثيرة؟ ثم لما عرض عليه ابن زياد الامان و أن يبايع يزيد كيف لم يستجب حقنا لدمه و دماء من معه من أهله و شيعته و مواليه؟ و لم ألقي بيده إلي التهلكة و بدون هذا الخوف سلم أخوه الحسن عليه السلام الامر إلي معاوية، فكيف يجمع بين فعليهما في الصحة؟.

الجواب: قلنا: قد علمنا أن الامام متي غلب علي [37] ظنه أنه يصل إلي حقه و القيام بما فوض إليه بضرب من الفعل، وجب عليه ذلك، و إن كان فيه ضرب من المشقة يتحمل مثلها [38] ، و سيدنا أبو عبد الله عليه السلام لم يسر طالبا الكوفة [39] إلا بعد توثق من القوم و عهود و عقود، و بعد أن كاتبوه طائعين مكرهين، و مبتدئين مجيبين، و قد


كانت المكاتبة من وجوه أهل الكوفة و أشرافها و قراءها، تقدمت إليه في أيام معاوية و بعد الصلح الواقع بينه و بين الحسن فدفعهم، و قال في الجواب ما وجب، ثم كاتبوه بعد وقاة الحسن عليه السلام و معاوية باق فوعدهم و مناهم و كانت أيام معاوية صعبة لا يطمع في مثلها.

فلما مضي معاوية و أعادوا المكاتبة [40] ، و بذلوا الطاعة و كرروا الطلب و الرغبة، ورأي عليه السلام من قوتهم علي من كان يليهم في الحال من قبل يزيد عليه اللعنة و تسلطهم [41] عليه و ضعفه عنهم ما قوي في ظنه أن المسير هو الواجب، تعين عليه ما فعله من الاجتهاد و التسبب، و لم يكن في حسانه عليه السلام أن القوم يغدر بعضهم، و يضعف أهل الحق عن نصرته، و يتفق ما اتفق من الامور الغريبة، فإن مسلم بن عقيل لما دخل الكوفة أخذ البيعة علي أكثر أهلها.

و لما وردها عبيد الله بن زياد - و قد سمع بخبر مسلم بن عقيل و دخوله بالكوفة و حصوله في دارهانئ بن عروة المرادي علي ما شرح في السيرة - و حصل شريك بن الاعور بها، نجاء [ه] ابن زياد عائدا، و قد كان شريك وافق مسلم بن عقيل علي قتل ابن زياد عند حضوره لعيادة شريك، و أمكنه ذلك، و تيسر له، فما فعل و اعتذر بعد فوت الامر إلي شريك بأن ذلك فتك، و أن النبي صلي الله عليه و آله، قال: " إن الايمان قيد الفتك " و لو كان فعل مسلم " من قتل ابن زياد [42] " ما تمكن منه و وافقه شريك عليه لبطل الامر و دخل الحسين عليه السلام الكوفة مدافع عنها، و حسر كل أحد قناعه في نصرته، و اجتمع له من كان في قلبه نصرته و ظاهره مع أعدائه.

و قد كان مسلم بن عقيل أيضا لما حبس ابن زياد هانئا سار إليه في جماعة من أهل الكوفة حتي حصره [43] في قصره، و أخذ بكظمه [44] ، و أغلق ابن زياد الابواب دونه خوفا و جبنا حتي بث الناس في كل وجه يرغبون الناس و يرهبونهم و يخذلونهم عن نصرة ابن عقيل، فتقاعدوا (عنه) و تفرق أكثرهم حتي أمسي في شرذمة، و انصرف


فكان من أمره ما كان.

و إنما أردنا بذكر هذه الجملة، أن أسباب الظفر بالاعداء كانت لائحة متوجهة، و أن الاتفاق السئ - عكس الامر إلي ما يروون [45] من صيره واستسلامه و قلة ناصره علي الرجوع إلي الحق دينا أو حمية، فقد فعل ذلك نفر منهم حتي قتلوا بين يديه شهداء، و مثل هذا يطمع فيه و يتوقع في أحوال الشدة.

فأما الجمع بين فعله و فعل أخيه الحسن فواضح صحيح لان أخاه سلم كفا للفتنة، و خوفا علي نفسه و أهله و شيعته، و إحساسا بالغدر من أصحابه، و هذا عليه السلام لما قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه و وثق له، ورأي من أسباب قوة نصار الحق و ضعف نصار الباطل ما وجب معه عليه الطلب و الخروج، فلما انعكس ذلك، و ظهرت إمارات الغدر فيه، و سوء الاتفاق، رام الرجوع و المكافة و التسليم كما فعل أخوه، فمنع من ذلك و حيل بينه و بينه، فالحالان متفقان إلا أن التسليم و المكافة عند ظهور أسباب الخوف لم يقبلا منه عليه السلام، و لم يجب إلي الموادعة، و طلبت نفسه عليه السلام، فمنع منها بجهده حتي مضي كريما إلي جنة الله و رضوانه، و هذا واضح لمتأمله، أنتهي كلامه رفع الله في الجنة مقامه [46] .

أقول: قد مضت في كتاب الامامة و كتاب غصب الخلافة و كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام و غيرها أخبار كثيرة دالة علي أن كلا منهم عليهم السلام كان مأمورا بأمور خاصة مكتوبة في الصحف السماوية النازلة علي الرسول صلي الله عليه و آله فهم كانوا يعملون بها، و لا ينبغي قياس الاحكام المتعلقة بهم علي أحكامنا، و بعد الاطلاع علي أحوال الانبياء عليهم السلام و أن كثيرا منهم كانوا يبعثون فرادي علي ألوف من الكفرة، و يسبون آلهتهم، و يدعونهم إلي دينهم، و لا يبالون بما ينالهم من المكاره و الضرب و الحبس و القتل و الالقاء في النار و غير ذلك، لا ينبغي الاعتراض علي أئمة الدين، (و خلفاء رسول رب العالمين) في أمثال ذلك، مع أنه بعد ثبوت عصمتهم بالبراهين و النصوص المتواترة، لا مجال للاعتراض عليهم بل يجب التسليم لهم في كل ما يصدر عنهم.


علي أنك لو تأملت حق التأمل علمت أنه عليه السلام فدي نفسه المقدسة دين جده، و لم يتزلزل أركان دولة بني أمية إلا بعد شهادته عليه السلام، و لم يظهر للناس كفرهم و ضلالتهم (و شقاوتهم) إلا عند فوزه بسعادته، و لو كان يسالمهم و يواعهم كان يقوي سلطانهم، و يشتبه علي الناس أمرهم، فيعود بعد حين إعلام الدين طامسة، و أثار الهداية مندرسة، مع أنه قد ظهر لك من الخبر ا السابقة أنه هرب من المدينة خوفا من القتل إلي مكة، و كذا خرج من مكة بعد ما غلب علي ظنه أنهم يريدون غيلته و قتله، حتي لم يتيسر له فداه نفسي و أبي و أمي و ولدي أن يتم حجة، فتحلل و خرج منها خائفا يترقب، و قد كانوا لعنهم الله ضيقوا عليه جميع الاقطار و لمن يتركوا له موضعا للفرار.

و لقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة أن يزيد لعنه الله أنفذ عمرو بن سعيد ابن العاص في عسكر عظيم و ولاه أمر الموسم و أمره علي الحاج كلهم، و كان قد أوصاه بقبض الحسين عليه السلام سرا و إن لم يتمكن منه بقتله غيلة، ثم إنه دس مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلا من شياطين بني أمية و أمرهم بقتل الحسين عليه السلام علي أي حال اتفق، فلما علم الحسين عليه السلام بذلك حل من إحرام الحج و جعلها عمرة مفردة.

و قد روي بأسانيد أنه عليه السلام لما منعه محمد بن الحنفية عن الخروج إلي الكوفة، قال: و الله يا أخي لو كنت في جحر هامة من هوام الارض لاستخرجوني منه حتي يقتلوني.

بل الظاهر أنه عليه السلام لو كان يسالمهم و يبايعهم لا يتركونه لشدة عدواوتهم، و كثرة وقاحتهم، بل كانوا يغتالونه بكل حيلة، و يدفعونه بكل وسيلة، و إنما كانوا يعرضون البيعة عليه أولا لعلمهم بأنه عليه السلام لا يوافقهم في ذلك، ألا تري إلي مروان لعنه الله كيف كان يشير علي والي المدينة بقتله قبل عرض البيعة عليه، و كان عبيد الله بن زياد عليه لعائن الله إلي يوم التناد، يقول: أعرضوا عليه فلينزل علي أمرنا ثم نري فيه رأينا، ألا تري كيف أمنوا مسلما رضي الله عنه ثم قتلوه.

فأما معاوية لعنه الله فإنه مع شدة عداوته و بغضه لاهل البيت عليهم السلام كان ذادهاء و نكراء و حزم، و كان يعلم أن قتلهم علانية يوجب رجوع الناس عنه، و ذهاب


ملكه و خروج الناس عليه، و كان يداريهم ظاهرا علي أي حال، و لذا صالحه الحسن عليه السلام، و لم يتعرض له الحسين عليه السلام و لذلك كان يوصي ولده اللعين بعدم التعرض للحسين عليه السلام لانه كان يعلم أن ذلك يصير سببا لذهاب دولته.

أللهم العن كل من ظلم أهل بيت نبيك و قتلهم و أعان عليهم و رضي بما جري عليهم من الظلم و الجور لعنا وبيلا، و عذبهم عذابا أليما، و اجلعنا من خيار شيعة آل محمد صلي الله عليه و آله و أنصارهم، و الطالبين بثأرهم مع قئمهم و خاتمهم صلوات الله عليهم أجمعين آمين رب العالمين [47] .


پاورقي

[1] في المصدر: ابي و علي بن الحسين جميعا.

[2] ص 72 ح 4 و البحار: 45 / 85 ح 16.

[3] 1 / 398 ح 2 و البحار: 45 / 93 ح 34.

[4] ثواب الاعمال ص 308 ح 1 و رجال الکشي ص 113 ح 181 و البحار: 27 / 204 ح 6 وج 45 / 84 ح 12.

[5] في الاصل و البحار: و تهلت وجوههما.

[6] في البحار: منتهما فشمها.

[7] 3 / 161 و البحار: 45 / 91 ح 31.

[8] في الاصل: يزيد.

[9] ص 283 و البحار: 45 / 89 ح 28.

[10] في بعض نسخ المصدر: الحسين.

[11] في الاصل: عمرو بن جابر، و هو تصحيف.

[12] في المصدر: عن، و في البحار: إلي.

[13] المقصود بنات رسول الله صلي الله عليه و آله.

[14] في الاصل و البحار: فيا حبيب.

[15] في المصدر: أبکي: و البک: دق العنق " لسان العرب ".

[16] ص 96 ح 9 و البحار: 45 / 88 ح 26.

[17] في المصدر: أبي و محمد بن الحسين.

[18] ص 73 و البحار: 45 / 86 ح 18.

[19] ص 75 ح 15 و 16 و البحار: 45 / 87 ح 23.

[20] في المصدر: موالياتنا.

[21] ص 122 و البحار: 45 / 91 ح 30.

[22] في الاصل: عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي حمزة الثمالي.

[23] الکافي: 4 / 535 ح 3، و البحار: 45 / 85 ح 14، و رواه الشيخ الطوسي في التهذيب: 5 / 436 ح 162.

[24] الکافي: 4 / 535 ح 4، و البحار: 45 / 85 ح 4، رواه الشيخ الطوسي في التهذيب: 5 / 437 ح 165.

[25] في المصدر: أبي و علي بن الحسين.

[26] ص 72 ح 5 و البحار: 45 / 85 ح 17.

[27] ص 481 ح 5 و البحار: 42 / 81 ح 2 وج 45 / 84 ح 13.

[28] ص 75 ح 14 و البحار: 45 / 87 ح 24.

[29] ص 73 ح 7 و البحار: 45 / 86 ح 19.

[30] في المصدر: الحسن بن عبد الله، عن محمد بن عيسي، عن أبيه،.

[31] ص 73 ح 8 و البحار: 45 / 86 ح 20.

[32] ص 73 ح 10 و البحار: 45 / 87 ح 22.

[33] 8 / 167 ح 187 و البحار: 42 / 228 ح 40 وج 44 / 142 ح 8 وج 45 / 96 ح 42.

[34] في المصدر: منبسط.

[35] في الاصل و البحار: " و يعلم " بدل " لما علم ".

[36] في الاصل و البحار: و يفطن.

[37] في المصدر: في.

[38] في المصدر: مثلها تحملها.

[39] في المصدر: للکوفة، و في الاصل: إلي الکوفة.

[40] في المصدر: عاد و الکتابة.

[41] في المصدر: و تشحنهم.

[42] في المصدر: بإبن زياد.

[43] في الاصل البحار: حضره.

[44] أي أخذ بمخرج نفسه.

[45] في المصدر: ما يرون.

[46] ص 175 و البحار: 45 / 96.

[47] البحار: 45 / 98.