بازگشت

آخر وهوما أخبر الله نبينابشهادته وشهادة أخيه الحسن عموما بواسطة جبرئيل


1 - روي في بعض مؤلفات الاصحاب: عن ام سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلي الله عليه و آله ذات يوم و دخل في أثره [1] الحسن و الحسين عليهما السلام و جلسا إلي جانبيه، فأخذ الحسن علي ركبته اليمني و الحسين عليهما السلام علي ركبته اليسري و جعل يقبل هذا تارة و هذا اخري، و إذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل و قال: يا رسول الله إنك لتحب الحسن و الحسين، فقال: و كيف لا أحبهما و هما ريحانتاي من الدنيا و قرتا عيني.

فقال جبرئيل عليه السلام: يا نبي الله، إن الله قد حكم عليهما بأمر فاصبر له، فقال: و ما هويا أخي؟ قال: قد حكم علي هذا الحسن أن يموت مسموما و علي هذا الحسين أن يموت مذبوحا و إن لكل نبي دعوة مستجابة، فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن و الحسين، فادع الله أن يسلمهما من السم و القتل، و إن شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من امتك يوم القيامة.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: يا جبرئيل أنا راض بحكم ربي لا أريد إلا ما يريده، و قد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من أمتي و يقضي الله في ولدي ما يشاء [2] .

2 - و منه: و روي عن بعض الثقات الاخيار أن الحسن و الحسين عليهما السلام دخلا يوم عيد إلي حجرة جدهما رسول الله صلي الله عليه و آله، فقالا: يا جداه اليوم يوم العيد، و قد تزين أولاد العرب بألوان اللباس، و لبسوا جديد الثياب، و ليس لنا ثوب جديد و قد توجهنا لذلك إليك،


فتأمل النبي صلي الله عليه و آله حالهما و بكي، و لم يكن عنده في البيت ثياب يليق بهما، و لا رأي أن يمنعهما فيكسر خاطرهما، فدعا ربه و قال: إلهي أجبر قلبهما و قلب أمهما.

فنزل جبرئيل عليه السلام و معه حلتان بيضاوان من حلل الجنة فسر النبي صلي الله عليه و آله، و قال لهما: يا سيدي شباب أهل الجنة خذا أثوابا خاطها خياط القدرة [3] علي قدر طولكما، فلما رأيا الخلع بيضا، قالا: يا جذاه كيف هذا و جميع صبيان العرب لابسون ألوان الثياب، فأطرق النبي صلي الله عليه و آله ساعة متفكرا في أمرهما.

فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمد طب نفسا وقر عينا إن صابغ صبغة الله عز و جل يقضي [4] لهما هذا الامر و يفرح قلوبهما بأي لون شاءا، فأمر يا محمد بإحضار الطست و الابريق، فاحضرا فقال جبرئيل: يا رسول الله أنا أصب الماء علي هذه الخلع و أنت تفركهما بيدك، فتصبغ لهما بأي لون شاءا.

فوضع النبي صلي الله عليه و آله حلة الحسن عليه السلام في الطست، فأخذ جبرئيل عليه السلام يصب الماء، ثم أقبل النبي صلي الله عليه و آله علي الحسن و قال له: يا قرة عيني بأي لون تريد حلتك؟ فقال: أريدها خضراء، ففركها النبي صلي الله عليه و آله بيده في ذلك الماء، فأخذت بقدرة الله لونا أخضر فائقا كالزبرجد الاخضر، فأخرجها النبي صلي الله عليه و آله و أعطاها الحسن عليه السلام، فلبسها.

ثم وضع حلة الحسين عليه السلام في الطست و أخذ جبرئيل عليه السلام يصب الماء فالتفت النبي صلي الله عليه و آله إلي [5] الحسين عليه السلام و كان له من العمر خمس سنين، و قال له: يا قرة عيني أي لون تريد حلتك؟ فقال الحسين عليه السلام: يا جد أريدها حمراء، ففركها النبي صلي الله عليه و آله بيده في ذلك الماء فصارت حمراء كالياقوت الاحمر، فلبسها الحسين عليه السلام، فسر النبي صلي الله عليه و آله بذلك و توجه الحسن و الحسين عليهما السلام إلي أمهما فرحين مسرورين.

فبكي جبرئيل لما شاهد تلك الحال، فقال النبي صلي الله عليه و آله: يا أخي في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي و تحزن؟ فبالله عليك إلا ما أخبرتني فقال جبرئيل عليه السلام: إعلم يا رسول الله إن اختيار ابنيك علي اختلاف [6] اللون، فلا بد للحسين عليه السلام أن


يسقوه السم و يخضرلون جسده من عظم السم، و لا بد للحسين عليه السلام أن يقتلوه و يذبحوه و يخضب بدنه من دمه، فبكي النبي صلي الله عليه و آله و زاد حزنه لذلك [7] .


پاورقي

[1] معه / خ.

[2] البحار: 44 / 241 ح 35.

[3] في الاصل: القدر.

[4] يبقي / خ.

[5] في البحار وإحدي نسختي الاصل: إلي نحو.

[6] اختيار / خ.

[7] البحار: 44 / 245 ح 45.