بازگشت

اخبار الله تعالي إبراهيم بشهادته الاخبار الائمة الرضا


1 - الخصال: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل، قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: لما أمر الله عز و جل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل عليه السلام الكبش الذي أنزله عليه تمني إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بيده و أنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلي قلبه ما يرجع إلي قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب.

فأوحي الله عز و جل إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟ فقال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلي من حبيبك محمد صلي الله عليه و آله فأوحي الله إليه: أ فهو أحب إليك أم نفسك؟ قال: بل هو أحب إلي من نفسي، قال: فولده أحب إليك أم ولدك؟ قال: بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما علي أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب بل ذبحه علي أيدي أعدائه أوجع لقلبي.

قال: يا إبراهيم فإن طائفة تزعم أنها من أمة محمد ستقتل الحسين ابنه من بعده ظلما و عدوانا كما يذبح الكبش، و يستوجبون بذلك سخطي، فجزع إبراهيم لذلك، و توجع قلبه، و أقبل يبكي، فأوحي الله عز و جل: يا إبراهيم قد فديت جزعك علي ابنك اسماعيل لو ذبحته بيدك - بجزعك علي الحسين عليه السلام و قتله، و أوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب و ذلك قول الله عز و جل " و فديناه بذبح عظيم " [1] بيان و توضيح و تحقيق: قد أورد علي هذا الخبر إعضال و هو أنه إذا كان المراد بالذبح العظيم قتل الحسين عليه السلام لا يكون المفدي عنه أجل رتبة من المفدي به فإن أئمتنا صلوات الله عليهم أشرف من أولي الغرم عليه السلام فكيف من غيرهم؟ مع أن الظاهر من استعمال لفظ الفداء، التعويض عن الشيء عادونه في الخطر و الشرف.

و أجيب بأن الحسين عليه السلام لما كان من أولاد إسماعيل عليه السلام فلو كان ذبح


إسماعيل عليه السلام لم يوجد نبينا و كذا سائر الائمة صلوات الله عليهم و سائر الانبياء من ولد إسماعيل، فإذا عوض من ذبح اسماعيل عليه السلام بذبح واحد من أسباطه و أولاده و هو الحسين صلوات الله عليه فكأنه عوض عن ذبح الكل و عدم وجودهم بالكلية بذبح واحد من الاجزاء بخصوصه، و لا شك في أن مرتبة كل السلسلة أعظم و أجل من مرتبة الجزء بخصوصه.

و قيل: ليس في الخبر أنه فدي إسماعيل بالحسين عليه السلام بل فيه أنه فدي جزع إبراهيم علي إسماعيل بجزعه علي الحسين عليه السلام، و ظاهر أن الفداء علي هذا ليس علي معناه بل المراد التعويض، و لما كان أسفه علي ما فات منه من ثواب الجزع علي ابنه، عوضه [ه] الله بما هو أجل و أشرف و أكثر ثوابا و هو الجزع علي الحسين عليه السلام.

و الحاصل أن شهادة الحسين عليه السلام كان أمرا مقررا و لم يكن لرفع قتل إسماعيل حتي يرد الاشكال، و علي ما ذكرنا فالآية تحتمل وجهين: الاول: أن يقدر مضاف أي فديناه " بجزع مذبوح عظيم الشأن " و الثاني: أن يكون الباء سببية أي " فديناه بسبب مذبوح عظيم بأن جزع عليه " و علي التقديرين لابد من تقدير مضاف أو تجوز في الاسناد في قوله " فديناه "، و الله يعلم.


پاورقي

[1] ص 58 ح 79 و البحار: 12 / 124 وج: 44 / 225 ح 6 - الصافات: 107.