بازگشت

وصية الحسن إليه بنصوصه و النص منه عليه بخصوصه الاخبار الائمة الباقر


1 - إعلام الوري: الكليني، عن علي، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن محمد ابن سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، [عن محمد بن مسلم] قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليها السلام يقول: لما احتضر الحسن عليه السلام قال للحسين عليه السلام: يا أخي إني أوصيك بوصية: إذا أنا مت فهيئني [1] و وجهني إلي رسول الله صلي الله عليه و آله لاحدث به عهدا ثم اصرفني إلي أمي فاطمة ثم [2] ردني فادفني بالبقيع إلي آخر الخبر [3] .


الصادق عليه السلام 2 - إعلام الوري: الكليني بإسناده عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما حضرت الحسن الوفاة قال: يا قنبر أنظر هل تري وراء بابك مؤمنا من آل محمد عليهم السلام؟ فقال: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم، قال: أمض فادع لي محمد بن علي، قال: فأتيته فلما دخلت عليه قال: هل حدث إلاخير؟! قلت: أجب أبا محمد عليه السلام، فعجل عن [4] شسع نعله فلم يسوه فخرج معي يعدو.

فلما قام بين يديه سلم، فقال له الحسن عليه السلام: اجلس فليس يغيب مثلك عن سماع كلام يحيي به الاموات و يموت به الاحياء، كونوا أوعية العلم و مصابيح الدجي فإن ضوء النهار بعضه أضوء من بعض، أما علمت أن الله عز و جل جعل ولد إبراهيم أئمة و فضل بعضهم علي بعض، و آتي داود زبورا، و قد علمت بما استأثر الله محمدا صلي الله عليه و آله.

يا محمد بن علي إني لا أخاف [5] عليك الحسد و إنما وصف الله به الكافرين، فقال: " كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق " [6] و لم [7] يجعل الله للشيطان عليك سلطانا، يا محمد بن علي ألا أخبرك بما سمعت من أبيك عليه السلام فيك قال: بلي، قال: سمعت أباك يقول يوم البصرة: من أحب أن يبرني في الدنيا و الآخرة فليبر محمدا [ولدي] يا محمد بن علي لو شئت أن أخبرك و أنت نطفة في [8] ظهر أبيك لاخبرتك يا محمد بن علي أما علمت أن الحسين بن علي بعد وفاة نفسي و مفارقة روحي جسمي إمام من بعدي و عند الله في الكتاب الماضي وراثة [من] النبي صلي الله عليه و آله أضافها في وراثة [9] أبيه و امه علم الله أنكم خير خلقه فاصطفي منكم محمدا و اختار محمد عليا و اختارني علي للامامة


و اخترت أنا الحسين عليه السلام.

فقال له محمد بن علي: أنت إمامي و سيدي [و أنت وسيلتي إلي محمد و الله لوددت أن نفسي قد ذهبت قبل أن اسمع منك هذا الكلام] [10] ألا و إن في رأسي كلاما لا تنزفه الدلاء و لا تغيره نغمة [11] الرياح، كالكتاب المعجم في الرق المنمنم أهم بابدائه فأجدني سبقت إليه سبق الكتاب المنزل و ما جاءت به الرسل و إنه لكلام يكل به لسان الناطق، و يد الكاتب [حتي لا يجد قلما، و يؤتوا بالقرطاس حمما] [12] و لا يبلغ فضلك، و كذلك يجزي الله المحسنين و لا قوة إلا بالله.

الحسين عليه السلام أعلمنا علما و أثقلنا حلما و أقربنا من رسول الله صلي الله عليه و آله رحما، كان (فقيها) إماما [13] قبل أن يخلق، و قرأ الوحي قبل أن ينطق، و لو علم الله أن أحدا خير منا ما اصطفي محمدا، فلما اختار محمدا و اختار محمد عليا [14] إماما و اختارك علي [من] بعده و اخترت الحسين عليه السلام [من] بعدك، سلمنا و رضينا بمن هو الرضا، و بمن نسلم به من المشكلات [15] .

توضيح: قوله " فقال: الله " أي لا تحتاج إلي أن أذهب وأري فإنك بعلومك الربانية أعلم بما أخبرك بعد النظر و يحتمل أن يكون المراد بالنظر، النظر بالقلب بما علموه من ذلك، فإنه كان من أصحاب الاسرار فلذا قال: أنت أعلم به مني من هذه الجهة، و لعل السوأل لانه كان يريد أولا أن يبعث قنبر لطلب ابن الحنفية، فلما لم يجد غيره بعثه.

و يحتمل أن يكون أراد بقوله " مؤمنا " ملك الموت عليه السلام، فإنه كان يقف و يستأذن للدخول عليهم فلعله أتاه بصورة بشر فسأل قنبرا عن ذلك ليعلم أنه يراه أم لا، فجوابه حينئذ إني لا أري أحدا و أنت أعلم بما تقول، وتري ما لا أري، فلما علم أنه الملك بعث


إلي أخيه.

" فعجل عن شسع نعله " أي صار تعجيله مانعا عن عقد شسع النعل، قوله " عن سماع كلام " أي النص علي الخليفة فإن السامع إذا أقر فهو حي بعد وفاته، و إذا أنكر فهو ميت في حياته، أو المعني إنه سبب لحياة الاموات بالجهل و الضلالة بحياة العلم و الايمان، و سبب لموت الاحياء بالحياة الظاهرية أو بالحياة المعنوية إن لم يقبلوه، و قيل " يموت به الاحياء " أي بالموت الارادي عن لذات هذه النشأة الذي هو حياة اخروية في دار الدنيا و هو بعيد.

" كونوا أو عية العلم " تحريص [16] علي استماع الوصية، و قبولها و نشرها، أو علي متابعة الامام و التعلم منه، و تعليم الغير، قوله: " فإن ضوء النهار " (هذا الكلام في ظهوره كضوء النهار)، أي لا تستنكفوا عن التعلم و إن كنتم علماء فإن فوق كل ذي علم عليم، أو عن تفضيل بعض الاخوة علي بعض، و الحاصل إنه قد استقر في نفوس الجهلة بسبب الحسد إن المتشعبين من أصل واحد في الفضل سواء و لذا يستنكف بعض الاخوة و الاقارب عن متابعة بعضهم، و كان الكفار يقولون للانبياء: " ما أنتم إلا بشر مثلنا " [17] فأزال عن تلك الشبهة بالتشبيه بضوء النهار في ساعاته المختلفة فإن كله من الشمس لكن بعضه أضوء من بعض كأول الفجر و بعد طلوع الشمس و بعد الزوال و هكذا فباختلاف الاستعدادات و القابليات تختلف إفاضة الانوار علي المواد.

قوله: " أما علمت أن الله " تمثيل لما ذكر سابقا و تأكيد له، و قوله " فجعل ولد إبراهيم عليه السلام أئمة " إشارة إلي قوله تعالي " و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ".

[18] قوله: " و فضل " الخ إشارة إلي قوله تعالي " و لقد فضلنا بعض النبيين علي بعض و آتينا داود زبورا " [19] ، " و قد علمت بما استأثر " أي علمت بأي جهة استأثر الله محمدا أي فضله إنما كان لوفور علمه (و عمله و حلمه) و مكارم أخلاقه لا بنسبه و لا بحسبه و أنت تعلم أن الحسين عليه السلام أفضل منك بجميع هذه الجهات و يحتمل أن يكون ما مصدرية و الباء لتقوية التعدية، أي علمت استئثار الله إياه.


قوله: " إني لا أخاف " فيما عندنا من نسخ الكافي " إني أخاف " و لعل ما هنا أظهر قوله عليه السلام: " و لم يجعل الله " الظاهر أن المراد قطع عذره في ترك ذلك أي ليس للشيطان عليك سلطان يجبرك علي الانكار و لا ينافي ذلك، قوله تعالي: " إنما سلطانه علي الذين يتولونه " [20] لان ذلك بجعل أنفسهم لا بجعل الله ذلك أو السلطان في الآية محمول علي ما [لا] يتحقق معه الجبر، أو المعني أنك من عباد الله الصالحين و قد قال تعالي: " ان عبادي ليس لك عليهم سلطان " [21] و يحتمل أن يكون جملة دعائية.

قوله: " و عند الله " في الكافي و عند الله جل اسمه في الكتاب وراثة من النبي صلي الله عليه و آله أضافها الله عز و جل [له] في وراثة أبيه و امه عليهما السلام فعلم الله، أي كونه إماما، مثبت عند الله في اللوح أو في القرآن و قد ذكر الله وراثته مع وراثة أبيه و أمه كما سبق في وصية النبي صلي الله عليه و آله فيكون " في " بمعني " إلي " أو " مع " و يحتمل أن تكون " في " سببية، كما أن الظاهر مما في الكتاب أن يكون كذلك.

قوله: " ألا و إن في رأسي كلاما " أي في فضائلك و مناقبك " لا تنزفه الدلاء " أي لا تفنيه كثرة البيان من قولك نزفت ماء البئر إذا نزحت كله " و لا تغيره بعد الرياح " كناية عن عذوبته و عدم تكدره بقلة ذكره فان ما لم تهب عليه الرياح تتغير و في الكافي: نغمة الرياح و إن ذلك أيضا قد يصير سببا للتغيرأي لا يتكرر و لا يتكدر بكثرة الذكر و مرور الازمان أو كني بالرياح عن الشبهات التي تخرج من أفواه المخالفين الطاعنين في الحق كما قال تعالي: " يريدون ليطفوا نور الله بأفواههم ".

[22] قوله: " كالكتاب المعجم من الاعجام " بمعني الاغلاق يقال: أعجمت الكتاب خلاف أعربته، و باب معجم كمكرم مقفل، كناية عن أنه من الرموز و الاسرار، أو من التعجيم أو الاعجام بمعني إزالة العجمة بالنقط و الاعراب أشار به إلي إبانته عن المكتوبات [23] " و الرق " و يكسر جلد رقيق يكتب فيه و الصحيفة البيضاء، و يقال: " نمنمه " أي زخرفه و رقشه و النبت المنمنم الملتف المجتمع، و في بعض نسخ الكافي: المنهم من النهمة، بلوغ الهمة في الشيء، كناية عن كونه ممتلئا أو من قولهم: أنهم البرد و الشحم، أي


ذابا كناية عن إغلاقه كأنه قد ذاب و محي.

قوله: " فأجدني " أي كلما أهم أن أذكر من فضائلك شيئا أجده مذكورا في كتاب الله و كتب الانبياء، و قيل: أي سبقتني إليه أنت و أخوك لذكره في القرآن و كتب الانبياء و علمها عندكما، و الظاهر أن " سبق " مصدر و يحتمل أن يكون فعلا ماضيا علي الاستئناف، و علي التقديرين سبقت علي صيغة المجهول " و إنه " أي ما في رأسي.

و في بعض نسخ الكافي بعد قوله: و يد الكاتب " حتي لا يجد قلما و يؤتي بالقرطاس حمما " و ضمير يجد للكاتب و كذا ضمير يؤتي أي يكتب حتي تفني الاقلام و تسود جميع القراطيس، و الحمم بضم الحاء و فتح الميم جمع الحمة [24] .

أبواب احتجاجاته عليه السلام علي معاوية و أوليائه لعنهم الله و ما جري بينه و بينهم [25] باب احتجاجه عليه السلام علي معاوية و ما جري بينهما الاخبار: الصحابة و التابعين و غيرهما المناقب لا بن شهر اشوب و الاحتجاج: عن موسي بن عقبة، أنه قال: لقد قيل لمعاوية: إن الناس قد رموا أبصارهم إلي الحسين عليه السلام فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب فإن فيه حصرا و في لسانه كلالة، فقال لهم معاوية: قد ظننا ذلك بالحسن فلم يزل حتي عظم (ذلك) في أعين الناس و فضحنا، فلم يزالوا به حتي قال للحسين عليه السلام، يا أبا عبد الله لو صعدت المنبر فتخطب.

فصعد الحسين عليه السلام [علي] المنبر، فحمد الله و أثني عليه ثم صلي علي النبي صلي الله عليه و آله فسمع رجلا يقول: من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين عليه السلام: نحن حزب الله الغالبون، و عترة رسول الله صلي الله عليه و آله الاقربون، و أهل بيته الطيبون، كذا لك أي الفحمة يشبه بها الشيء الكثير السواد، و ضمير يبلغ للكاتب.

" أعلمنا علما " تميز للنسبة علي المبالغة و التأكيد كان إماما، و في الكافي كان فقيها قبل أن يخلق: أي بدنه الشريف كما [مر] أن أرواحهم المقدسة قبل تعلقها بأجسادهم المطهرة كانت عالمة بالعلوم الدينية، و معلمة للملائكة " قبل أن ينطق " أي بين الناس كما ورد أنه عليه السلام أبطأ عن الكلام أو مطلقا إشارة إلي علمه في عالم الارواح و في الرحم.

و في الكافي في آخر الخبر " من بغيره يرضي و من كنا نسلم به من مشكلات أمرنا " فقوله " من بغيره يرضي " الاستفهام للانكار، و الظرف متعلق بما بعده، و ضمير يرضي راجع إلي من، و في بعض النسخ بالنون و هو لا يستقيم إلا بتقدير الباء في أول الكلام أي بمن بغيره نرضي، و في بعضها " بعزه نرضي " أي هو من بعزه و غلبته نرضي، أو الموصول مفعول رضينا " و من كنا نسلم به " أيضا إما استفهام إنكار بتقدير غيره و نسلم أما بالتشديد فكلمة من تعليلية أو بالتخفيف أي نصير به سالما من الابتلاء بالمشكلات و علي الاحتمال الاخير في الفقرة السابقة معطوف علي الخبر أو علي المفعول و يؤيد الاخير فيهما ما هنا.


واحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله [26] تبارك و تعالي الذي فيه تفصيل كل شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و المعول علينا في تفسيره، و لا يبطئنا تأويله بل نتبع حقائقه.

فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله و رسوله مقرونة، قال الله عز و جل: " أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و اولي الامر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله و الرسول " [27] و قال: " و لو ردوه إلي الرسول و إلي أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم و لو لا فضل الله عليكم و رحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا " [28] .

و أحذركم الاصغاء إلي هتوف الشيطان بكم، فانه لكم عدو مبين، فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم: " لا غالب لكم اليوم من الناس و إني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص علي عقبيه و قال إني بري منكم " [29] .

فتلقون للسيوف ضربا، و للرماح وردا، و للعمد حطما، و للسهام غرضا، ثم لا يقبل من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، قال معاوية: حسبك يا أبا عبد الله فقد أبلغت [30] .

توضيح: " الضرب "، بالتحريك المضروب، " و الورد " بالتحريك أي ما ترد عليه الرماح و قد مر مثله في خطبة الحسن عليه السلام الكتب: 2 المناقب لا بن شهر اشوب: يقال دخل الحسين عليه السلام علي معاوية و عنده أعرابي يسأله حاجة، فأمسك و تشاغل بالحسين عليه السلام، فقال الاعرابي لبعض من حضر:


من هذا الذي دخل؟ قالوا: الحسين بن علي، فقال الاعرابي للحسين عليه السلام: أسألك يا بن [بنت] رسول الله لما كلمته في حاجتي، فكلمه الحسين عليه السلام [في ذلك] فقضي حاجته، فقال الاعرابي: أتيت العبشمي فلم يجد لي إلي أن هزه ابن الرسول هو ابن المصطفي كرما وجودا و من بطن المطهرة البتول و إن لها شم فضلا عليكم كما فضل الربيع علي المحول فقال معاوية: يا أعرابي أعطيك و تمدحه، فقال الاعرابي: [يا معاوية] أعطيتني من حقه، و قضيت حاجتي بقوله [31] .

2 باب ما جري بينه و بين عمرو بن العاص عليه اللعنة و العذاب الاخبار: الصحابة و التابعين 1 المناقب لا بن شهر اشوب: محاسن البرقي: قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلام: ما بال أولادنا أكثر من أولادكم؟ فقال عليه السلام: بغاث الطير أكثرها فراخا وام الصقر مقلات نزور فقال: ما بال الشيب إلي شوار بنا أسرع منه إلي شواربكم؟ فقال عليه السلام: إن نساءكم نساء بخرة، فإذا دنا أحدكم من إمرأته نهكته [32] ي وجهه، فشاب منه شاربه، فقال: ما بال لحائكم أو فر من لحائنا؟ فقال عليه السلام: " و البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه و الذي خبث لا يخرج إلا نكدا " [33] فقال معاوية لعنه الله: بحقي عليك إلا سكت فإنه ابن علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال عليه السلام.

إن عادت العقرب عدنا لها و كانت النعل لها حاضرة قد علم العقرب و استيقنت أن لا لها دنيا و لا آخرة [34]


توضيح: قال الجوهري: قال ابن السكيت: " البغاث " طائر أبغث إلي الغبرة دوين الرخمة، بطئ الطيران، و قال الفراء: " بغاث الطير " شرارها و ما لا يصيد [35] منها و بغاث [و بغاث و بغاث] ثلاث لغات.

قوله: " مقلات " لعله من القلي بمعني البغض أي لا تحب الولد و لا تحب زوجها لتكثر الولد، أو من قولهم " قلا العير اتنه " يقلوها قلوا إذا طردها و الصواب أنه من قلت، قال الجوهري: المقلات من النوق التي تضع واحدا ثم لا تحمل بعدها، و المقلات من النساء التي لا يعيش لها ولد.

و قال: " النزور " المرأة القليلة الولد، ثم استشهد بهذا الشعر.

و يقال: نهكته الحمي إذا جهدته و أضنته، و نهكه أي بالغ في عقوبته و الاصوب نكهته، قال الجوهري: استنكهت الرجل فنكه في وجهي، ينكه و ينكه نكها إذا أمرته أن ينكه لتعلم أشارب هو أم شارب.

3 باب ما جري بينه و بين مروان بن الحكم الاخبار: الصحابة و التابعين 1 المناقب لا بن شهرآشوب و الاحتجاج: عن محمد بن السائب أنه قال: قال مروان بن الحكم يوما للحسين بن علي عليهما السلام: لو لا فخركم بفاطمة بما كنتم تفتخرون علينا؟ فوثب الحسين عليه السلام و كان صلوات الله عليه شديد القبضة فقبض علي حلقه فعصره، و لوي عمامته علي عنقه حتي غشي عليه، ثم تركه، و أقبل الحسين عليه السلام: علي جماعة من قريش، فقال: انشدكم بالله إلا صدقتموني إن صدقت، أ تعلمون أن في الارض حبيبين كانا أحب إلي رسول الله صلي الله عليه و آله مني و من أخي؟ أو علي ظهر الارض ابن بنت نبي غيري و غير أخي؟ قالوا: [أللهم] لا، قال: و إني لا أعلم [أن] في الارض ملعون ابن ملعون هذا و أبيه [36] طريد رسول الله صلي الله عليه و آله و الله ما بين جابرس و جابلق أحدهما بباب المشرق و الآخر بباب المغرب رجلان


ممن ينتحل الاسلام أعدي لله و لرسوله و لاهل بيته منك و من أبيك إذ كان، و علامة قولي فيك أنك إذا غضبت سقط رداؤك عن منكبك، قال: فو الله ما قام مروان من مجلسه حتي غضب فانتفض و سقط رداؤه عن عاتقه.

[37] 2 - المناقب: عبد الملك بن عمير و الحاكم و العباس قالوا: خطب الحسن عليه السلام عائشة بنت عثمان، فقال مروان: أزوجها عبد الله بن الزبير.

ثم إن معاوية كتب إلي مروان و هو عامله علي الحجاز: يأمره أن يخطب ام كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد، فأتي عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك، فقال عبد الله: إن أمرها ليس إلي إنما هو إلي سيدنا الحسين عليه السلام و هو خالها، فأخبر الحسين عليه السلام بذلك، فقال: أستخير الله تعالي، أللهم وفق لهذا الجارية رضاك من آل محمد.

فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله أقبل مروان حتي جلس إلي الحسين عليه السلام و عنده من الجلة، و قال: إن أمير المؤمنين أمرني بذلك و أن أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين مع قضأ دينه، و اعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم و العجب كيف يستمهر يزيد؟ و هو كفو من لا كفو له، و بوجهه يستسقي الغمام فرد خيرا يا أبا عبد الله.

فقال الحسين عليه السلام: الحمد لله الذي اختارنا لنفسه، و ارتضانا لدينه، و اصطفانا علي خلقه - إلي آخر كلامه - ثم قال: يا مروان قد قلت فسمعنا قولك، أما قولك: مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله صلي الله عليه و آله في بناته و نسائه و أهل بيته و هو اثنتا عشرة أوقية يكون أربعمائة و ثمانين درهما.

و أما قولك: مع قضأ دين أبيها فمتي كن نساؤنا يقضين عنا ديوننا، و أما صلح ما بين هذين الحيين فإنا قوم عاديناكم في الله و لم نكن نصالحكم للدنيا، فلعمري فلقد أعيا النسب فكيف السبب.

و أما قولك: العجب ليزيد كيف يستمهر؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد و من أبي يزيد و من جد يزيد، و أما قولك: إن يزيد كفو من لا كفو له، فمن كان كفوه قبل (هذا)


اليوم فهو كفوه اليوم ما زادته إمارته في الكفاءة شيئا.

و أما قولك: بوجهه يستسقي الغمام، فإنما كان ذلك بوجه رسول الله صلي الله عليه و آله، و أما قولك: من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا، فإنما يغبطنا به أهل الجهل و يغبطه بنا أهل العقل.

ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعا أني قد زوجت ام كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر علي أربعمائة و ثمانين درهما و قد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال: أرضي بالعقيق، و إن غلتها في السنة ثمانية آلاف دينار ففيها لهما غني إن شاء الله.

قال: فتغير وجه مروان و قال: غدرا يا بني هاشم؟ تأبون إلا العداوة، فذكره الحسين عليه السلام خطبة الحسن عليه السلام عائشة و فعله، ثم قال: فأين موضع الغدر يا مروان؟ فقال مروان: أردنا صهركم لنجد [38] ودا قد أخلقه به حدث الزمان فلما جئتكم فجبهتموني و بحتم بالضمير من الشنآن فأجابه ذكوان مولي بني هاشم: أماط الله منهم كل رجس و طهرهم بذلك في المثاني فما لهم سواهم من نظير و لاكفؤ هناك و لا مداني أ تجعل كل جبار عنيد إلي الاخيار من أهل الجنان ثم إنه كان الحسين عليه السلام تزوج بعائشة بنت عثمان [39] .

توضيح: قال الجوهري: مشيخة جلة أي مسان.

و قال: باح بسره، أظهره و الشنآن بفتح النون و سكونها العدواة.

3 - المناقب: العقد عن الاندلسي [40] : دعا معاوية مروان بن الحكم، فقال له: أشر علي في الحسين عليه السلام، فقال: أري أن تخرجه معك إلي الشام و تقطعه عن أهل العراق و


تقطعهم عنه.

فقال: و الله أن تستريح منه و تبتليني به فإن صبرت عليه صبرت علي ما أكره و إن أسأت إليه قطعت رحمه، فأقامه و بعث إلي سعيد بن العاص فقال له: يا أبا عثمان أشر علي في الحسين عليه السلام، فقال: إنك و الله ما تخاف الحسين عليه السلام إلا علي من بعدك وإنك لتخلف له قرنا إن صارعه ليصرعنه و إن سابقه ليسبقنه فذر الحسين عليه السلام بمنبت النخلة يشرب الماء و يصعد في الهواء و لا يبلغ إلي السماء.

[41] توضيح: قوله: " يشرب الماء " الظاهر أنه صفة النخلة أي كما أن النخلة في تلك البلاد تشرب الماء و تصعد في الهواء و كلما صعدت لا تبلغ إلي السماء فكذلك هو كلما تمني و طلب الرفعة لا يصل إلي شيء و يحتمل أن يكون الضمائر راجعة اليه صلوات الله عليه.

4 - تفسير فرات: علي بن حمدون معنعنا، عن أبي الجارية و الاصبغ بن نباتة الحنظلي، قالا: لما كان مروان علي المدينة خطب الناس فوقع في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: فلما نزل عن [42] المنبر أتي الحسين بن علي بن أبي طالب عليمها السلام فقيل له: إن مروان قد وقع في علي، قال: فما كان في المسجد الحسن عليه السلام قالوا: بلي، قال: فما قال له شيئا؟ قالوا: لا، قال: فقام الحسين عليه السلام مغضبا حتي دخل علي مروان، فقال له: يا بن الزرقاء و يا بن آكلة القمل أنت الواقع في علي، قال له مروان: أنت صبي لا عقل لك، قال: فقال له الحسين عليه السلام: ألا أخبرك بما فيك و في أصحابك و في علي فإن الله يقول: " إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " [43] فذلك لعلي و شيعته " فإنما يسرناه بلسانك لتبشربه المتقين " [44] فبشر بذلك النبي العربي لعلي بن أبي طالب عليه السلام.

[45] 5 - الكافي: محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن عبد الرحمن بن محمد العرزمي [46] قال: استعمل معاوية مروان بن الحكم علي المدينة و أمره أن يفرض لشباب قريش ففرض لهم، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: فأتيته فقال: ما اسمك؟ فقلت:


علي بن الحسين عليهما السلام، فقال: ما اسم أخيك؟ فقلت: علي، فقال: علي و علي ما يريد أبوك أن يدع أحدا من ولده إلا سماه عليا؟! ثم فرض إلي فرجعت إلي أبي فأخبرته، فقال: ويلي علي ابن الزرقاء دباغة الادم، لو ولد لي مائة لاحببت ألا أسمي أحدا منهم إلا عليا.

[47] توضيح: " ويلي علي ابن الزرقاء " أي ويل و عذاب و شدة مني عليه، قال الجوهري: ويل كلمة مثل ويح إلا أنها كلمة عذاب، يقال: ويله و ويلك و ويلي و في الندبة ويلاه، قال الاعشي: ويلي عليك و ويلي منك يا رجل.

م: 6 - رجال الكشي: روي أن مروان بن الحكم كتب إلي معاوية و هو عامله علي المدينة: أما بعد، فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق و وجوه أهل الحجاز يختلفون إلي الحسين بن علي عليهما السلام، و ذكر أنه لا يأمن وثوبه، و قد بحثت عن ذلك فبلغني أنه لا يريد الخلافة [48] يومه هذا، و لست آمن من أن يكون هذا أيضا لما [49] بعده فاكتب إلي برأيك في هذا و السلام.

فكتب إليه معاوية: أما بعد، فقد بلغني و فهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين عليه السلام فإياك أن تعرض للحسين عليه السلام في شيء و اترك حسينا ما تركك، فإنا لا نريد أن نعرض له في شيء ما و في ببيعتنا، و لم ينازعنا سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبدلك يبدلك صفحته و السلام.

و كتب معاوية إلي الحسين بن علي عليهما السلام: أما بعد، فقد انتهت إلي امور عنك إن كانت [50] حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، و لعمر الله إن من أعطي الله عهده و ميثاقه لجدير بالوفاء، و إن كان الذي بلغني (عنك) باطلا فإنك أعزل الناس لذلك، وعظ


نفسك فاذكر و بعهد الله أوف! فإنك متي " ماتنكرني أنكرك [51] " و متي، تكدني أكدك فاتق شق عصا هذه الامة و أن يردهم الله علي يديك في فتنة، فقد عرفت الناس و بلوتهم، فانظر لنفسك، و لدينك و لامة محمد صلي الله عليه و آله و لا يستخفنك السفهاء و الذين لا يعلمون.

فلما وصل الكتاب إلي الحسين عليه السلام كتب إليه: أما بعد فقد بلغني: كتابك، تذكر أنه قد بلغك عني امور أنت لي عنها راغب، و أنا بغيرها عندك جدير، فإن الحسنات لا يهدي [لها] و لا يسدد إليها إلا الله.

و أما ما ذكرت أنه انتهي إليك عني فإنه إنما رقا إليك الملاقون المشاؤون بالنميم و ما أريد لك حربا و لا عليك خلافا، و أيم الله إني لخائف لله في ترك ذلك و ما أظن الله راضيا بترك ذلك، و لا عاذرا بدون الا عذار فيه إليك، و إلي أولئك [52] القاسطين الملحدين حزب الظلمة و أولياء الشياطين.

ألست القاتل حجرا أخا كندة و المصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم و يستعظمون البدع و لا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلما و عدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الايمان المغلظة و المواثيق المؤكدة، و لا تأخذهم بحدث [53] كان بينك و بينهم، و لا بإحنة تجدها في نفسك.

أو لست قاتل عمرو بن الحمق (الخزاعي) صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله العبد الصالح الذي أبلته العبادة، فنحل جسمة، و صفرت لونه بعد ما آمنته و أعطيته من عهود الله و مواثيقه مالوا عطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة علي ربك و استخفافا بذلك العهد.

أو لست المدعي زياد بن سمية المولود علي فراش عبيد ثقيف فزعمت أنه ابن أبيك، و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله: " الولد للفراش و للعاهر الحجر " فتركت سنة رسول الله صلي الله عليه و آله تعمدا و تبعت هواك بغير هدي من الله، ثم سلطته علي العراقين: يقطع أيدي المسلمين و


أرجلهم و يسمل أعينهم و يصلبهم علي جذوع النخل، كأنك لست من هذه الامة، و ليسوا منك.

أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية إنهم كانوا علي دين علي عليه السلام؟ فكتبت إليه أن اقتل كل من كان علي دين علي! فقتلهم و مثل بهم بأمرك، و دين علي - و الله - الذي كان يضرب عليه أباك و يضربك، و به جلست مجلسك الذي جلست، و لو لا ذلك لكان شرفك و شرف أبيك الرحلتين [54] .

و قلت فيما قلت: " أنظر لنفسك و لدينك و لامة محمد صلي الله عليه و آله، و اتق شق عصا هذه الامة و أن تردهم إلي فتنة " و إني لا أعلم فتنة أعظم علي هذه الامة من ولايتك عليها، و لا أعلم نظرا لنفسي و لديني و لامة محمد صلي الله عليه و آله و علينا أفضل من [أن] اجاهدك، فإن فعلت فإنه قربة إلي الله، و إن تركته فإني أستغفر الله لذنبي [55] و أسأله توفيقه لارشاد أمري.

و قلت فيما قلت: " إني إن أنكرتك تنكرني و إن أكدك تكدني "، فكدني ما بدا لك فإني أرجو أن لا يضرني كيدك في و أن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك، لانك قد ركبت جهلك [56] ، و تحرصت علي نقض عهدك، و لعمري ما وفيت بشرط، و لقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح و الايمان و العهود و المواثيق، فقتلتهم من أن يكونوا قاتلوا و قتلوا، و لم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا و تسليمهم [57] حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.

فابشر يا معاوية بالقصاص و استيقن بالحساب، و اعلم أن لله تعالي كتابا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها، و ليس الله بناس لاخذك بالظنة، و قتلك أولياءه علي التهم و نقلك [58] أولياءه من دورهم إلي دار الغربة، و أخذك الناس [59] ببيعة ابنك غلام حدث يشرب الخمر و يلعب بالكلاب، لا اعلمك إلا و قد خسرت نفسك و تبرت [60] دينك و غششت رعيتك و أخربت [61] أمانتك و سمعت مقالة السفيه الجاهل و أخفت الورع التقي


الحليم لاجلهم و السلام.

فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به، فقال يزيد: يا أمير المؤمنين أجبه جوابا يصغر إليه نفسه و تذكر فيه أباه بشر فعله، قال: و دخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أ رأيت [62] ما كتب به الحسين عليه السلام؟ قال: و ما هو؟ [قال:] فأقرأه الكتاب، فقال: و ما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه، و إنما قال ذلك في هوي معاوية، فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي، فضحك معاوية، فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك.

قال عبد الله: فقد أصاب يزيد، فقال معاوية: أخطأتما أ رأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه، و مثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل و ما لا يعرف، و متي ما عبت رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل [63] بصاحبه، و لا يراه الناس شيئا و كذبوه، و ما عسيت أن أعيب حسينا، و و الله ما أري للعيب فيه موضعا و قد رأيت أن أكتب أليه أتوعده و أتهدده ثم رأيت أن لا أفعل و لا أمحكه [64] .

7 - الاحتجاج: أما بعد فقد بلغني كتابك أنه قد بلغك عني امور أن بي عنها غني، و زعمت أني راغب فيها، و أنا بغيرها عنك جدير، و ساق الحديث نحوا مما مر إلي قوله: و ما أري فيه للعيب موضعا إلا أني قد أردت أن أكتب إليه و أتو عده nو أتهدده [65] و اسفهه و اجهله، ثم رأيت أن لا أفعل.

قال: فما كتب إليه بشيء يسوؤه، و لا قطع عنه شيئا كان يصله إليه [66] ، كان يبعث إليه في كل سنة ألف ألف درهم سوي عروض و هدايا من كل ضرب.

[67] توضيح: قوله " فقد أظنك تركتها " أي الظن بك أن تتركها رغبة في ثواب الله أو في


بقاء المودة، أو أظنك تركتها لرغبتي عن فعلك ذلك و عدم رضاي بذلك شفقة عليك و يمكن أن يكون تركبها بالباء الموحدة أي أظنك ركبت هذه الامور للرغبة في الدنيا و ملكها و رئاستها و يؤيد الاخير ما في نسخة الاحتجاج في جواب ذلك و يؤيد الوسط ما في رواية الكشي " أنت لي عنها راغب " وشق العصا كناية عن تفريق الجمع.

قوله عليه السلام: " و ما أظن الله راضيا بترك ذلك " أي بعد حصول شرائطه و " الاحنة " بالكسر الحقد و العداوة، قوله " الرحلتين " أي رحله الشتاء و الصيف و في الاحتجاج: " و لو لا ذلك لكان أفضل شرفك و شرف أبيك تجشم الرحلتين التين بنا من الله عليكم فوضعهما عنكم " و فيه بعد قوله " و إن أكدك تكدني " و هل رأيك إلا كيد الصالحين منذ خلقت فكدني ما بدا لك إن شئت فإني أرجو أن لا يضرني كيدك، و أن لا يكون علي أحد أضر منه علي نفسك، علي أنك تكيد فتوقظ عدوك، و توبق نفسك كفعلك بهؤلاء الذين قتلتهم و مثلت بهم بعد الصلح و العهد و الميثاق.

و فيه " غلام من الغلمان يشرب الشراب و يلعب بالكعاب " قوله لعنه الله: " لقد كان في نفسه ضب [68] " في أكثر النسخ بالصاد المهملة و لعله بالضم.

قال الجزري [69] : " و فيه لتعودن فيها أساود صبا ": الاساود الحيات و الصب جمع صبوب علي أن أصله صبب كرسول و رسل، ثم خفف كرسل فادغم و هو غريب من حيث الادغام، قال النضر: ان الاسود إذا أراد أن ينهش ارتفع ثم أنصب علي الملدوغ انتهي.

أقول: الاظهر أنه بالضاد المعجمة، قال الجوهري: الضب الحقد تقول: اضب فلان علي غل في قلبه أي أضمره انتهي، و يقال: لم يحفل بكذا: أي لم بيال به و في الاحتجاج: لم يحفل به صاحبه و لعله أظهر، قوله: " و لا أمحكه " من المحك اللجاج والمماحكة الملاجة، و في بعض النسخ باللام و لعله من المحل بمعني الكيد و الاول أظهر.



پاورقي

[1] في المصدر: کفني.

[2] في المصدر: و.

[3] إعلام الوري: ص 215 و البحار: 44 / 174 ح 1، و رواه الشيخ الکليني في الکافي ج 1 / 300 ح 1.

[4] في المصدر: علي.

[5] في المصدر: أخاف.

[6] البقرة: 109.

[7] لن / خ ل.

[8] في المصدر: من.

[9] في المصدر: أضافها الله له في تراثة، و في البحار: " أضابها " بدل " أضافها ".

[10] ما بين المعقوفين أثبتناه من البحار.

[11] في الاصل و البحار: بعد.

[12] ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

[13] في المصدر: إمامنا.

[14] في المصدر: " اختار عليا " بدل " و اختار محمد عليا ".

[15] إعلام الوري: ص 216 و البحار: 44 / 174 ح 2، و رواه الشيخ الکيني في الکافي ج 1 / 300 ح 2.

[16] الظاهر أنها: تحريض.

[17] يس: 15.

[18] الانبياء: 72 - 73.

[19] الاسراء: 55.

[20] النحل: 100.

[21] الحجر: 42.

[22] الصف: 8.

[23] في البحار: المکنونات.

[24] في البحار: حممة.

[25] في الاحتجاج و البحار: فخطبت.

[26] کتائب / خ ل.

[27] النساء: 59.

[28] النساء: 83.

[29] الانفال: 48.

[30] المناقب: 3 / 223 و الاحتجاج: 2 / 22 و البحار: 44 / 205 ح 1.

[31] / 235 و البحار: 44 / 210 ح 6.

[32] في المصدر: نکهت.

[33] الاعراف: 58.

[34] / 223 و البحار: 44 / 209 ح 5.

[35] في الاصل: و ما لا يصاد.

[36] في الاصل: هذا و ابنه أو أبيه.

[37] المناقب: 3 / 209 و الاحتجاج: 2 / 23 و البحار: 44 / 206 ح 2.

[38] في الاصل: لنجدده.

[39] 3 / 199 و البحار: 44 / 207 ح 4.

[40] هکذا ورد لان ابن شهرآشوب ينقل عن العقد بالواسطة.

راجع مقدمة المناقب.

[41] 3 / 235 و البحار: 44 / 210.

[42] في المصدر: من.

[43] مريم: 96 - 97.

[44] مريم: 96 - 97.

[45] ص 90 و البحار: 44 / 210 ح 7.

[46] في الاصل: الفزاري.

[47] 6 / 19 ح 7 و البحار: 44 / 211 ح 8.

[48] في المصدر و البحار: الخلاف.

[49] في الاصل: لمن.

[50] في الاصل: کان.

[51] في الاصل: ما أنکرک تنکرني، و في المصدر: تنکرني أنکرک.

[52] في المصدر و البحار: و في أوليائک.

[53] في الاصل: بحديث.

[54] إشارة إلي قوله تعالي: " رحله الشتاء و الصيف ".

[55] في المصدر: لديني.

[56] في المصدر: علي أنک قد رکبت بجهلک.

[57] في المصدر و البحار: و تعظيمهم.

[58] في المصدر و البحار: و نفيک.

[59] في المصدر: و أخذ للناس.

[60] في البحار: و بترت، و تبرت بمعني: أهلکت.

[61] في البحار: و أخزيت.

[62] في المصدر و البحار: أما رأيت.

[63] في الاصل: لم يحفل به.

[64] ص 47 ح 97 و البحار: 44 / 212 ح 9، و في الاصل و المصدر: و لا ا محله.

[65] في المصدر: و اهدده.

[66] في المصدر و البحار: به.

[67] 2 / 20 و البحار: 44 / 215 ح 10.

[68] في البحار: صب.

[69] في الاصل: قال الفيروز آبادي، و هو اشتباه.