مجالس النياحه لعزاء الحسين
و لما توسع التشيع و خفت وطاه السلطات المعاديه التي اتلفت معظم تلك القصائد و الاثار.. صار الموالي لال الرسول (ص) يقيم ذلك العزاء باسم «النياحه» او الرثاء بمشاهد الائمه من عترته او بمحضر من يوثق بتشيعه و موالاته.. و مما يجدر ذكره انه لم يكن في القرن الاولي اي القرن الذي قتل فيه الحسين اثر و لا عين من جماعه اهل العزاء سوي الراثين و النائحين في بيوت اهل البيت النبوي فقط و كذا الحال في القرن الثاني.. الي ان ظهر في القرن الثالث اسم النائح علما لمن يرثي الحسين و يقرا الشعر علي حسابه.. و يقيم اليناحه علي من امثال دعبل الخزاعي الي الناشي ء الاصغر..
فاصحبت المجتمعات تتعقد باسم «النياحه علي الحسين» علي ما هم فيه من التستر فيبكون علي مصاب الحسين و ينوحون عليه بقريض ينشوه او ينشده الناشد و يسمي «النائح» و يذكر المورخان الشهيران ياقوت الحموي في معجمه [1] و ابن خلكان في و فياته قضيه الناشي ء الاصغر علي الشاعر المشهور. مجالس النياحه
علي الحسين.. و فيها ما يدل علي ان هذه المجتمعات كانت تتعقد في ذلك الزمن باسم «النياحه علي الحسين». و ليس هذا في العراق فحسب بل في الحجاز بلاد فارس. و مصر..
ثم تطورت مجالس العزاء عقب النياحه بقراءه المقاتل لابن نما و ابن طاووس و نحوهما فسموا بالقرآء او قاري ء الحسين لا يزالون يعرفون حتي اليوم بهذا الاسم في بلاد العرب.
پاورقي
[1] جاء في ترجمه علي بن عبدالله الناشيء «حدثني الخالع قال کنت مع الدي في سنه 246 ه و انا صبي في مجلس الکبوذي في المسجد بين الوارقين و الصاغه.. و هو غاص بالناس و اذا برجل قد وافي و عليه مرقعه و في يديه سطحيه و رکوه و معه عکاز و هو شعث. فسلم علي الجماعه بصوت مرتفع و قال: انا رسول فاسطمه الزهراء صلوات الله عليها.. فقالوا مرحبا بک واهلا و رفعوه فقال: اتعرفون لي احمد النائح؟ قالوا ما هو جالس.. فقال: رايت مولاتنا عليهاالسلام في النوم فقالت امض الي بغداد و اطلبه و قل له نح علي ابني شعر الناشيء الذي يقوله فيه:
بنياحمد قلبي لکم يقطع
بمثل مصابي فيکم ليس يمع
و کان الناشيء حاضرا فلطم لطما عظيما علي وجهه و تبعه المزوق و الناس کلهم..و کان اشد الناس و ذلک الناشيء ثم المزوق ثم ناحوا بهذه القصيده في ذلک اليوم الي ان صلي الناس الظهر و تقوص المجلس و جهدوا بالرجل ان يقبل منهم شيوا فقال: و الله لو اعطيت الدنيا ما اخذتها. فانني لا اري ان اکون رسول مولاتي عليهاالسلام، ثم آخذ عن ذلک عوضا و انصرف و لم يقبل شيئا.. قال و من هذه القصيده و هي بضعه عشر بينا..
عجبت لکم تفنون قتلا بسيفکم
و يسيطو عليکم من لکم کان يخضع
کان رسول الله اوصي بقتلکم
و اجسامکم في کل ارض توزع
قال: و حدثني الخالع قال اجتزت بالناشيء يوما و هو جالس في السراجين فقال لي قد عملت قصيده و قد طلبت و اريد ان تکتبها بخطک حي اخرجها فقلت امضي في حامه واعود. و قصدت المان الذي اردته. و جلست فيه قحملتني عيني. فرايت في منامي اباالقاسم عبدالعزيز الشطرنجي النائح فقال احب ان تقوم فتکتب قصيده الناشيء البائيه. فانا قد نحنا بها البارحه بالمشهد... و کان هذا الرجل قد توفي و هو عاهد من الزياره.. فقمت و رجعت اليه و قلت هات البائيه حتي اکتبها.. فقال الناشيء و من اين علمت فنها بائيه و ما ذاکرت بها بها احدا فحدثته بالمنام فبکي و قال لا شک ان الوقت قد دنا فکتبتها و کان مطلعها:
رجائي بعيئد و الممات فريب
و بخطيء طني و المون نصيب
- عن مجله المرشد-.