بازگشت

الحسين و ابن الزبير


استوقت بحركه الحسين «ع» عزائم ابن الزبير، و جهر بخلاف يزيد، و رفض بيعته، و لازم مكه ام القري يسلك مسلك الحسن، الا ان غايته كانت الدعوه الي نفسه في حين ان الحسين- عليه السلام- لم يصرح بالدعاء الي شخصه و انما اجهر برفض بيعه يزيد فقط و بالتقيه من شر اميه راضيا بان يخلي له السرب كي ينفذ الي ثغر من الثغور، كذلك الشريعه تقضي علي المسلم اذا لم يسعه اظهار دينه في بلده ان يهاجر منها الي مامن لا يضطر الي التقيه، و سبط الرسول «ص» احري بالتزام شريعته. و كان يستع نطاق شيعته يوما فيوم لاخلاص الحسين «ع» في امره، و جلي فضله، و سمو شرفه، و كرم محتده.

لكن حزب ابن الزبير- و ان كان صغيرا- قد نفع الحسين في تنفير العامه من بني اميه و كانت لابن الزبير و ابيه سابقه سوء مع علي عليه السلام في بدء خلافته بالرغم من القربي الماسه بينهم حتي قال عنهما علي: «لم يزل الزبير منا حتي نشا ابنه عبدالله» لكنما الغايه المشتركه من خوف و ضعف تجاه العدو القوي دعتهما الي تجديد عهود الولاء و نسيان سوالف البغضاء فصار يزور كل منهما الاخر عشيه و ضحاها و قد صار لمظهر اتحاد ابن الزبير مع الحسين اثر حسن و رهبه في نفوس من عاداهم و من عداهم، و ذهبت الرسل من الحرمين الي يزيد باخبار


مذعره و بصوره مكبره دعته الي التاهب عليهما بكل ما اوتي من قوه و مكيده. فارسل عمرو بن سعيد واليا علي المدنيه و اميرا علي الموسم مزدوا بالتعاليم و موعودا التاييد، فقدم كه ليله الترويه.