بازگشت

الهجره الحسينيه و انقلابات حول الستين


للحوادث اوار تتعاقب كالليل و النهار، و التاريخ يعيد نفسه باختلاف الاطوار،فبما اشبه هجره الحسين «ع» باهله من المدنيه الي مكه خوفا من آل ابي سفيان بهجره جده محمد «ص» باهله الي المدنيه من مكه خوفا من ابي سفيان و حزبه، و بين اليومين نحو ستين عاما، كذلك مجد اميه و ابي سفيان انقرض في فتح مكه علي يدي محمد بن عبدالله النبي الهاشمي صلي الله عليه و اله و سلم و انقرضت ثانيه دوله آل ابي سفيان بعد مقتل الحسين «ع» ببضع سنين، و بين اليومين نحو ستين عاما،. ثم بنيت علي انقاضها حكومت مروانيه عاشت نحو ستين عاما، ثم انقرضت هي و كلمجد لاميه علي يدي محمد بن عبدالله القائد الهاشمي.

و اولو المبادي ء و الهمم و العلماء بمجاري الحركات في العالم لا تبرد عزائمهم مهما خابت مساعيهم و يواصلون المسعي بالمسعي و ان فشلوا و الدهر دوار، و للتاريخ تكرار، و للنوس اقبال و ادبار. فالناهض بفكره صالحه لا بد و ان يثابر علي نشرها و الدعوه اليها ثابت العزم راسخ القدم لا تزحزحه عواصف العواطف و لا تزلزله قواصف المخاوف. و لكن عليه ان يستخدم في سبيلها العبر و الغير و الاحوال، و بقاء الحال محال، حتي لو وجد محيطه بالغ الفساد غير صالح للاصلاح استبدل عن المكان بمكان، و عن الجيزان بجيران، تلك سنه الانبياء و المصلحين حتي اذا فاز


بهيئه صالحه و قوه مسلحه عاد الي مركزه- و العود احمد- كذلك محمد «ص» من مكه ثم اليها و ذيال موسي من مصره ثم اليه.

و ليس حسين التاريخ بدعا من رسل الاصلاح اذا هاجر من موطنه خوفا علي مسلكه او املا بنهضته و كيف كان فقد سمعت الاسباب التي دعت حسينا ان يغادر يثرب خائفا يترقب فاسمع الان آثار هذه الهجره و حسن انعكاسها في العالم الاسلامي، و قد سبق ان المخابرات بين المدينه و المدن كانت تحت المراقبه و مفقوده الوسائل و الوسائط فصارت حركه الحسين عليه السلام قضيه ذات بال تناقلتها الحافل و القوافل و الناس بعد حلوله ام القري و من حولها سوابل جاريه الي الجهات. فانتشر الخبر باهميه لا ميزد عليها حتي صار حديث كل اثنين يجتمعان.

س- ما وراك؟

ج- هاجر الحسين «ع» من مدينه جده.

س- لماذا؟

ج- لان يزيد قصد ارغامه علي مبايعته.

س- نعم! نعم ما صنع الحسين «ع» فانه لو بايع يزيد الجائر المتجاهر بفسقه فعلي الاسلام السلام، اذن ما تري ان يكون؟

ج- ليس سوي اجتماع المسلمين حوله و نصبه خليفه كابيه علي عليه السلام ليحيي بعلمه معالم دين جده، و يحامي بغيرته الهاشميه عن مصالح المسلمين، و ينفذ بقوه ايمانه العلوي احكام القرآن النازل في بيته.

هذه و امثالها كانت احاديث اكثر المجامع يومئذ في الحجاز اولا و في سائر الاقطار بعده. و ما فاز الحسين بهذه الاذاعه و الاشاعه الا بخروجه من المدنيه مظلوما و ناقما علي الظالمين.