بازگشت

دوافع يزيدا الانتقاميه


لقد تستر ابن هند و الحزب الاموي في اخفاء غرضه تحت مخابي ء السياسه المطليه بدهائهم، لكنما اخلافه- امثال يزيد و الوليد- كشفوا القناع بافعالهم و اقوالهم عن كل ما اجني و اخفي علي الملا، فتجلي، كالشمس انهم يبتغون التشفي و الانتقام من محمد و اهل بيته بكل معاني التشفي، اذ لم يسكت عن الحسين كما سكت عن ابن الزبير، و خالف في ذلك وصايه ابيه و برنامجه ثم لم يسالم الحسين كما سالمه و لم يقنع بخروجه عن مناطق نفوذه و حدود سلطانه- كما اقترح عليه الحسين نفسه- و لم يجالدوا ابن النبي مجالده عربي لعربي، بل ضيقوا عليه سبل الحياه، و منعوه من ورد الفرات، و حاصروه بنسائه و اطفاله في الفلاه، و مثلوا به و بصحبه بعد القتل شر مثله، و رجردوهم تاركين اشلاءهم عراه علي العراء تسفي عليهم الرياح، و قطعوا رووسهم و داروا بها علي فوق الرماح، و سبوا صبيه الحسين و نساءه يطاف بهن في الافاق و في الازقه و الاسواق، مربقين بالحبال كالاغنام و حولهم طبول و ابواق، يضع اميرهم الراس الشريف بين يديه و ينكت براس الخيز ران ثناياه و شفتيه و يقول شامتا:



يا حبذا لونك يا حسين

كحمره الورده في الخدين.. الخ



و يسبون الحسين و اباه و اخاه سرا وجهرا، و ينتحلون الاحاديث القادحه في


علي و صحابته، و يهتكون حرم الله و رسوله و حرمات الدين، و يفعل يزيدهم طغيانا في مدينه الرسول «ص» ما فعله فرعون، و يزيد يقتل ابناءهم و يستحيي نساءهم فرائت خيلهم في روضه النبي «ص» و استباح عسكره المدنيه ثلاثه ايام، و افتضت بها اثني عشر الف عذراء، و لم تسلم حره في واقعه الحره، الا من لذن ببيت السجاد علي بن الحسين- عليه السلام- و هن ستمائه من الهاشميات و غيرهن، فقد استثني يزيد بيته و شخصيه من الاضطهاد والاستعباد اذ امر قائده ان يجدد مبايعه اليثاربه له علي انهم عبيده ان شاء باعهم و ان شاء اعتقهم.

و روي الجاحظ: انهم و سموا العباد، و وشموا الاجساد»- كما يفعل بالانعام و الكلاب- علامه انهم خول لبني اميه، وراوا انس بن مالك- خادم رسول الله و صاحبه- و في عنقه قلاده مختوم عليها بالرصاص علامه عبوديته لهم، و احرقوا ستار الكعبه، و رموها بالمنجينيق، و قتلوا الطائفين و العاكفين، و سفكوا الدم الحرام، في البلد الحرام، و في الشهر الحرام، و حولوا قبله واسط الي الشام.