بازگشت

الحسين رمز الحق و الفضيله


لا عجب ان عدت نهضه الحسين «ع» المثل الاعلي بين اخواتها في التاريخ و حازت

شهره و اهميه عظيمتين، فان الناهض بها الحسين رمز الحق و مثال الفضيله، و شان الحق ان يستمر، و شان الفضيله ان تشتهر. و قد طبع آل علي عليهم السلام علي الصدق حتي كانهم لا يعرفون غيره، و فطروا علي الحق فلا يتخطونه قيد شعره. و لا بدع فقد ثبت في ابيهم عن جدهم عن النبي «ص»: علي مع الحق و الحق مع علي يدور معه حيتما دار» [1] فكان علي لا يراوغ اعداءه و لا يداهن رقباءه، و هو علي جانب عظيم من العلم و المقدره و تاريخه كتاريخ بنيه يشهد علي ذلك، فشعور التضحيه- ذلك الشعور الشريف- كان في علي و بنيه و من عرائزهم و لا سيما في الحسين بن علي «ع» و ما في الاباء ترثه الابناء. و قد تفادي علي لرسول الله «ص» بنفسه كرات عديده، كذلك الحسين تفادي لدين الرسول «ص» و امته، اذ قام بعمليه او ضحت اسرار بني اميه و مكائدهم و سوء نواياهم في نبي الاسلام و دينه و نواميسه.


و في قضيه الحسين حجج بالغه برهنت علي انهم يقصدون التشفي منه و الانتقام، و اخذهم ثارات بدر و احقادها. و قد اعلن بذلك يزيدهم طغيانا- و هو عي مائده الخمر و نشوان بخمرتين خمره الكرم و خمره النصر- اذا تمثل بقول ابن الزبعري: [2] .



ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل



و اضاف عليها:



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف [3] ان لم انتقم

من بني احمد ما كان فعل





پاورقي

[1] استدل الرازي في تفسيره بهذا الحديث و ثبوته المتواتر علي الجهر بالبسمله.

[2] بکسر الزاي و فتح الباء و سکون العين و فتح الراء المهملتين:کنيه شاعر الحزب السفياني.

[3] خندف: لقب ام مدرکه بن الياس بن مضر جد قريش.