بازگشت

الماتم


وهي النوادي الخاصّة المنعقدة للبكاء علي ذلك القتيل الذي بكته السموات و الأرضون ومن فيهن [1] ، وعدّ في الأخبار البكاء عليه فيها وفي غيرها صلةً لرسول الله (صلي الله عليه وآله) واداءً لحقّه ولحقوق الأئمة، وإسعاداً للزهراء (عليهم السلام) [2] .

وليس التكلّم فيها موضع عنايتي، ولا بيان العناوين التي تنطبق علي الباكي والمبكي والمتباكي من مقاصدي، ولا موارد ومحالّ البكاء وذكر الثواب عليه مما تحيط به ذاكرتي، وانما اذكر هذا التذكار استقصاء للتذكارات التي هذا أهمّها أعمها وقد عرفت فيما تقدم انه لم يشرّع لنيل الثواب الأخروي فقط، بل لنكات أخُر غير عبادية يجمعها (إحياء أمر الأئمة) فلولاها ما امتازت هذه الفرقة عن غيرها ولا عرفت أئمّتها ولا أذعنت بالأحكام المأثورة عنهم ولا صدّقت بفضلهم وتفوّقهم علي البشر في كل مزية فاضلة ولا، ولا، ولا.


پاورقي

[1] فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن أبا عبد الله (عليه السلام) لمّا مضي بکت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن...) الحديث. کامل الزيارات: ص 80 باب 26 ح 5. وفي حديث آخر يسأله الراوي: ما بکاؤها؟ قال (عليه السلام):

(کانت تطلع حمراء وتغرب حمراء). کامل الزيارات: ص 90 باب 28 ح 8.

[2] في کامل الزيارات بسنده عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: (وما من عين أحبّ إلي الله، ولا عبرة من عين بکت عليه - أي علي الإمام الحسين (عليه السلام) - ودمعت عليه، وما من باک يبکيه إلاّ وقد وصل فاطمة (عليها السلام) وأسعدها عليه، ووصل رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وأدّي حقّنا...) الحديث.