بازگشت

اراد ان يضع الامة بمستوي اهداف الاسلام


لقد أراد الحسين عليه السلام أن يضع المسلمين، و البشرية كلها بعد ذلك، بمستوي الاهداف الكبيرة للاسلام، لأن البشرية اذا أصبحت (علي متسوي الاهداف الكبيرة، لانها انطلقت في غاياتها.. الي أكثر من حدود هذه الدنيا، حينئذ تستطيع أن تقوم بأعباء تلك الاهداف الكبيرة (و من يخرج من بيته مهاجرا الي الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره علي الله) [1] ، كم من الناس درسوا و ماتوا قبل أن يحققوا النتيجة؟ كم من الآلاف المجاهدين خرجوا للحرب و استشهدوا قبل أن يذوقوا لذة النصرة و الانتصار؟ كم من الآلاف من المجاهدين و المعلمين طافوا و تحملوا في سبيل مباحثهم من الأذي و الظلم و الاهانة و ماتوا قبل أن يذوقوا لذة الانتصار؟ ان هؤلاء حين خرجوا من بيوتهم، و هاجروا في سبيل الله سبحانه و تعالي و ماتوا وسط الطريق، وقع أجرهم علي الله، و بذلك انفتح أمام هؤلاء طريق هذه الأهداف الكبيرة، فلا يهم هذا الانسان القصير العمر أن يموت خلال الخطوة الاولي أو الثانية، ما دام يسير في خط، في أي


مرحلة منه يموت يقع أجره علي الله! هنا انفتح طريق الاهداف الكبيرة، انفتح باب أن القيم الخلقية لا معني لها، ما لم تكن علي مستوي الاهداف الكبيرة و الجزاء الكبير غير المنظور. و القيم الخلقية من التضحية و الفداء و الحب و الايثار و نحو ذلك من الامور، كل هذه انفتح بابها لانها جميعا طرق الله سبحانه و تعالي، كل من يمشي في طريق من هذه الطرق، و يموت و يخسر و يبتدي ء تجاهها بصدمه يقع أجره علي الله سبحانه و تعالي، كل من يضحي فلا يلاقي جزاء تضحيته يقع أجره علي الله...) [2] .

لقد فتح الامام الحسين عليه السلام الباب علي مصراعيه أمام الأمة ليقوم كل فرد منها بدوره المقرر له علي ضوء الاسلام، و جعل أولئك المتصدين للظلم و الثائرين و المنكرين للمنكر و الجور و الاستغلال و الظلم يدركون أنهم لم يخسروا حتما حتي و ان فقدوا حياتهم و أموالهم و كل شي ء، و أنهم قد نجحوا في هذا الشوط القصير في هذه الدنيا، و أن فوزهم مؤكد في الآخرة، و أن جهودهم لم تذهب سدي و لم تضع، لقد جعلهم يطمئنون الي صحة توجهاتهم و أهدافهم، و قد أصبحوا عاملا من عوامل الضبط و الكبح و المعارضة ضد أي تماد أو انحراف أو خرق معلن لأي حد من حدود الاسلام.


پاورقي

[1] النساء 100.

[2] أهل البيت 119 - 118.