بازگشت

لماذا لم يتراجع مع انه مقتول لا محالة


و اذا: لماذا مضي الحسين في ثورته و لم يتراجع رغم علمه أنه مقتول لا محالة؟

و كيف انتصر من أنه قتل؟

و كيف ينتصر من يعلم أنه مقتول، و يقدم علي ما أقدم عليه الحسين عليه السلام من قبل؟

هذه الأسئلة لا يمكن الاجابة عنها في غياب التصور الاسلامي و الفهم الاسلامي اللذين أرسي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قواعدهما بنفسه و حاول أن يربي عليهما جيل الصحابة المعاصر له و عموم المسلمين فيما بعد، و لا يمكن الاجابة عنها من وجهة نظر غريبة عن الاسلام، حتي و ان كانت منسوبة الي دين (سماوي) آحر، فكلنا نعلم كيف مسخت الأديان الأخري و حرفت وزورت لتصبح في صالح (قيصر) و تكون أداة بيده لترويض الشعوب و تنويمها و اسكاتها، و لا يمكن الاجابة عنها من وجهة نظر


(الاسلامية) لا تفهم من السلام الا أنه تراث حملته الأمة لتطبقه فترة من الزمن ثم أصبح (يتقاطع) مع حياتها، لم يعودوا يرون فيه الا بعض الجوانب الاخلاقية و الوصايا التي تمنع عن (الرذيلة) و تدعو (للفضيلة) و يرون أن الأجدر به ألا يتدخل في شؤون السياسة و الحكم و الامور العامة و قضايا الناس الشخصية.

التصور الاسلامي لخلافة الانسان يضع بنظر الاعتبار أن هذه الخلافة أمانة من الله، و هي تكليف منه بعقد مشروط لا يجوز الخروج عن أي بند من بنوده، أو الالخلال به. ان المراقبة الدقيقة الكاملة لمتابعة مدي تنفيذ شروط هذه الخلافة تتم من قبل الله العليم القدير نفسه الذي لا تخفي عنه خافية و الذي يحيط بكل شي ء علما... ان ذلك يستدعي أن يكون كل فرد من أبناء هذه الأمة علي أعلي مراحل التيقظ و الانتباه و القدرة علي المحاسبة الدقيقة لنفسه قبل أن يحاسبه الآخرون وفق المقاييس التي وضعها الاسلام، لا تلك التي وضعها فراعنة الامة الجدد ليتلاعبوا بمقدرات المسلمين. ان النجاح في تحمل أعباء هذه الخلافة و القيام بمهماتها علي الوجه الأكمل و علي مختلف المستويات هو الذي يتيح له الفوز بالحياة الكاملة النهائية السعيدة، لا في هذه الحياة الدنيا القصيرة و حسب، التي يعد فيها لاختبار قصير الاجل يثبت فيه انتماءه للاسلام و صدق حبه له و رغبته في أن يسود و يحكم كوحدة كاملة غير مجزأة أو مقطعة عن بعضها.