بازگشت

كشف مسيرة الفراعنة


لقد كشف مسيرة الفراعنة كلهم و عراهم أمام الامة المسلمة بعد أن أصبح عاملا مهما من عوامل تحصينها من الغفلة و الانقياد للظلم و الانحراف و أوجد لديها القدرة علي رصد تحركاتهم و ألاعيبهم و ادعاءاتهم الجوفاء بالحصر علي الاسلام و أمة الاسلام علي السواء، و قد طعم دماءها بدمه الشريف ليكون عاملا علي أن يكون بكل دم منها قطرة حية متجددة تنقذها من الهلاك و التردي، اذ ما فائدة أن يدعو الناس للتضحية بأموالهم و أنفسهم لمواجهة الظلم و الانحراف و الشرك الجديد و يضن هو بأمواله و دمه و حياته؟ هل سيكون هناك معني للشعارات التي رفعها طيلة حياته و آمن بها و أراد غيره أن يؤمنوا بها اذا لم تتجسد بفعل ايجابي واع مؤثر كذلك الذي أقدم عليه بشجاعه منقطعه النظير و كانت حياته العزيزة ثمنا له؟

انه عندما أعلن رفضه ليزيد في حياة معاوية، فانه كان بذلك يعلن رفضه لمعاوية نفسه و الانحراف الاموي بصورة عامة، و قد أعلن ذلك صراحة - كما بينا -في احدي رسائله اليه: غير أنه سار بنفسه لمواجهة يزيد و الحكم الاموي حينما رأي أن مسؤوليته الاستثنائية كانت تحتم عليه هذا المسير، و قد وضع بذلك أبناء الأم كلهم أمام مسؤولياتهم و جعل العديدين منهم يندمون أنهم لم يسيروا معه و لم يناصروه و تخاذلوا أمام الارهاب الاموي.

و لم يجعل الامة تدرك مسؤولياتها زمن وقوع حدث الثورة و حسب، بل جعلها تتلمس خطوات تلك الثورة و تتأمل أبعادها و مضامينها و يحاول العديدون من أبنائها التأسي بمن بذل دمه و حياته في سبيلها، و انتهاج خطواته حتي و ان بعدت الشقة و طال الزمن.