بازگشت

السكوت عن الظلم اقرار له


ان محاولة التصدي للخط المنحرف منذ البداية - كما فعل أميرالمؤمنين و أبناؤه من بعده، كانت تستهدف تنقية خط التوحيد من الشوائب و الأدران و تخليص الأمة من عبوديات الفراعنة الجدد المتسللين الي الاسلام و المتسترين وراء أغطيته و شعاراته، كما أنها تشعر من عاصرهم و من جاء بعدهم من المسلمين أن المسؤولية لا


تخصهم أو تخص مجموعة نهم، و انما تظل ملقاة علي الأمة كلها، و أنها لن ترفع عنهم. انها تشعرهم أن عليهم بذل جهودهم المستمرة سواء نجحت أم لم تنجح؛ فلا بد من توفر الظروف الموضوعية في نهاية المطاف للنجاح.

لقد أو ضحوا بجلاء مسؤولية كل فرد في هذه الأمة و التي عليه أن يتحملها كاملة، أما النجاح و تحقيق الظفر الاكيد، فهذا أمر مرهون بعوامل عديدة و سنن ربانية و طبيعية عديدة عليه أن يمهد لها.. و قد أوضحها القرآن الكريم و أشار اليها الرسول العظيم صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين و أئمة اهل البيت عليهم السلام بوضوح.

ان اقرار الظلم بحجة عدم القدرة علي ايقافه، و تعزيز الانحراف و الوقوف مع لمنحرفين بحجة عدم القدرة علي التصدي لهم و مواجهة عجلتهم التي قد تبدو ساحقة و قوية بل و مدمرة، أمر غير مسوغ و غير مبرر من وجهة النظر الاسلامية علي الطلاق، لانه يعني أن الانسان المسلم قد نقل ولاءه المطلق لله و منحه لأشخاص مثله، و أنه أصبح لا يعتقد بالله و قدرته و وحدانيته، ما دام يعتقد بقدرة غير المطلقة.

ما فائدة أن يعلن الانسان بلسانه اعترافه بربوبية الله المتفردة و وحدانيته و قوته و عدالته، ثم يميل بولائه الحقيقي و يمنحه لمخلوق آخر أعلن نفسه ربا من دون الله و أصدر تشريعاته و قوانينه و أحكامه هو؛ تلك التي تسهل عليه أساليب السيطرة و النفوذ و الاستغلال و العبث، و أصبح يدين له بالعبودية و الطاعة التامة في تصرفاته و أفعاله و يلتزم بحدود قوانينه و تشريعاته و لا يخرج عنها، حتي و ان كانت مناقضة بشكل سافر للقوانين و التشريعات و الاحكام الالهية و متنافرة معها [1] ...؟



پاورقي

[1] (في الدر المنثور... روي الترمذي (و حسنه) و ابن‏المنذر و ابن أبي‏حاتم و أبوالشيخ و ابن‏مردويه و البيهقي في سننه و غيرهم عن عدي بن حاتم، قال: أتيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو يقرأ في سورة براءة (أتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) فقال: أما انهم لم يکونوا يعبدونهم، و لکنهم کانوا اذا أحلوا له شيئا استحلوه، و اذا حرموا عليهم شيئا حرموه.

و في تفسير ابن‏کثير: و روي الامام أحمد و الترمذي و ابن‏جرير - من طرق عن عدي بن حاتم (أنه) دخل علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و في عنق عدي صليب من فضة، و هو يقرأ هذه الآية (أتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) قال: فقلت انهم لم يعبدوهم. فقال: بلي! انهم حرموا عليهم الحلال، و أحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم: فذلک عبادتهم اياهم..) في ظلال القرآن ج 10 ص 1641.