بازگشت

لابد لخط الرسالة ان يظل واضحا


و كان لابد لخط الرسالة - رغم وفاة الانبياء صلي الله عليه و آله و سلم و اختفائه من علي الساحة الارضية - أن يستمر بنفس القوة المؤثرة بقيادة عناصر كفوءة مؤهلة تمتلك قدرا من الفهم و الوعي و القابلية علي تربية الامة كلها و التأثير فيها تأثيرا ايجابيا بناء. ان ذلك الخط الجدير باكمال خط الرسالة الاصيل لا بد أن يكون متصلا به اتصالا وثيقا، يأخذ عنه و يمتد بنفس اتجاهه، و هو خط الامامة أو الوصاية الشرعية المقيدة بعقد الهي مبرم واضح الحدود و الصيغة لا ينبغي الاخلال به أو الخروج عنه بحجة عدم فهمه أو اقتضاء المصلحة اللازمة لذلك أو بحجة (الاجتهاد) الذي لا يستند الي أي سند أو قانون أو تشريع اسلامي معروف أو الذي تغلبه المصالح الخاصة و الاهواء الشخصية.

ان هذا الخط مسؤول عن تحصين الامة و حمايتها من كل انحراف و خروج متعمد عن الاسلام، و لابد لمن يتزعم هذا الخط أن يكون متمتعا بأكبر قدر من الوعي و الفهم الاستثنائيين، و لابد أن يكون مستعدا لتقديم أكبر قدر من التضحية طالما أنه يطلب من الآخرين ذلك و طالما أنه يعلم أن المعركة مع أعداء الاسلام سوف تظل بلا هوادة و تستمر دائما طالما بقيت النزعات الانحرافية الشريرة التي لا يري أصحابها الا مصالحهم و امتيازاتهم و أنفسهم.

و هنا لابد من الاشارة الي أن من يتحملون مسؤولية امامة هذه الأمة ينبغي أن يكونوا علي التصاق وثيق برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، لا من حيث النسب و حسب، فقد حدث أن وقف من الرسالة موقفا معاديا من كان يمت اليه صلي الله عليه و آله و سلم بنسب وثيق، و انما من حيث الولاء و الانتماء المبني علي الفهم الشمولي للقرآن و لكل ما جاء به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و الاستيعاب الكامل للرسالة و الاندماج الكلي بها بحيث لا يري أمامه الا من أنزلها و لا ينحني أو يخضع أو يستجيب الا له وحده.

ان هذه الاستجابة المطلقة للرسالة تستدعي اعدادا خاصا من قبل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم نفسه، اعدادا يستمر طيلة حياته بأكملها، كما أنها مرهونة يتسديد الهي خاص شبيه بذلك التسديد الذي اختص به الانبياء و خاصة الأولياء.. و اشارات القرآن واضحة بشأن وصاة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، كما أن أحادثه صلي الله عليه و آله و سلم بشأن أميرالمؤمنين و خلفائه عليهم السلام من بعده لا تحتمل اللبس و التأويل رغم الحملة المنظمة الكبيرة التي قادها معاوية و كل سلالات الحكم التي جاءت بعده لطمسها و تبديلها (بأحاديث) مزورة أخري استهدفت


غرضا معاسكا لذلك الذي أراده الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.. و قد تطرقنا بمزيد من التفصيل الي التضليل الاعلامي الاموي الذي استهدف أميرالمؤمنين و آل البيت عليهم السلام عموما بالشر و الاذي لاستمرار ابعادهم عن مراكزهم الحقيقية التي أهلوا لها تأهيلا خاصا من قبل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم من قبل وصيه عليه السلام لكي يتحملوا مسؤولية قيادة الامة علي نفس النهج الصحيح و التصور الواعي الذي أرساه صلي الله عليه و آله و سلم و أراد خلفاءه من بعده أن يستمروا عليه..