ان الكاهن المحترف الذي يقف وراء رجل الحكم، يبرز مع كل خطوة متعمدة لطمس المعالم الصحيحة للايمان و التوحيد و يساند من يريد أن يضع نفسه في موقع الربوبية و السلطة المطلقة.

ان خط التوحيد الذي رسخه الاسلام و رسمه بشكل واضح و نهائي و منسجم مع التطلع الانساني و التفكير الانساني الصحيح، لن يظل فاعلا و مؤثرا، ينسحب علي أمور الحياة العملية و معيشة الانسان الصحيحة، ما لم يدعمه شعور كبير بالمسؤولية تجاه نفسه و الآخرين و يحس أنه ملزم بتحملها دائما و الي آخر لحظة من حياته، و ما لم يرافقه شعور واع بالعبودية التامة لله سبحانه وحده دون غيره من المخلوقات الضعيفة، مهما أبدت من ضروب القوة و التعاظم و مظاهر العسف و الاستبداد..

ان (خط تحمل أعباء المسؤولية الاخلاقية للدعوة، يعني كون الانسان بالغا الي درجة تؤهله لأن يتحمل أعباء دعوة لها ضريبتها و واجباتها و آلامها و همومها) [1] أن يتحمل (مسؤولية رسالة لا حد لها ممتدة مع الزمان و المكان) [2] .

ان استمرار تأييده لها و دفاعه عنها و وقوفه الي جانبها و تضحيته في سبيلها يؤكد فهمه التام و استجابته الحقيقية لها.