بازگشت

رفقا بالعقل البشري


ان نظرة علي (الأحاديث) المزورة التي تحث علي طاعة الحاكم (ولي الامر) و ان كان فاسقا أو مفضولا و عدم الخروج عليه لأن ذلك يعد خروجا عن الاسلام و أحكام الله! و التي تنسب لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أقوالا و أحاديثا لم يقلها بشأن عدالة الصحابة جميعا و ان كانوا لم يروا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و لم تكن لهم صحبة حقيقية معه..

و التي نسبت فضلا و كرامات لبعض من كانوا أشد الناس كرها و عداوة للاسلام و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم و نزعت الفضل من أقرب مقربيه و أحرصهم علي دينه و رسوله صلي الله عليه و آله و سلم بل و ذهبت حد ادعاء عدم عصمة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و التشنيع عليه بروايات و قصص مزورة، و الذهاب الي حد القول ان أهل البيت الحقيقيين الذين وردت شهادة بعصمتهم من الرجس و طهارتهم في القرآن الكريم و هم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السلام، هم ليسوا هؤلاء، و أنهم آل أبي سفيان، كما ادعي الاموين ذلك عندما كانت الامور مستتبة لهم، و أنهم آل العباس كما ادعي ذلك العباسيون عندما أصبحوا حكاما علي المسلمين. ان نظرة علي تلك (الاحاديث) التي أباحث للخليفة الحاكم ما لم تبحه لغيره... تعلن ميلاد دين جديد مزور ينسجم و الطموحات الاموية و العباسية و كل طموحات فرعونية أخري.. ففرعون لا يتنازل بسهولة أو يخضع لارادة تتعارض مع ارادته أو تتقاطع معها، و قانونه هو هواه و مصالحه.

أحقا أن قسما منا لم يدركوا ذلك الي الآن و أنهم لا يزالون مخدوعين بأكاذيب و افتراءات الفراعنة الدجالين..؟

(فكرة التوحيد، و ربط الانسان بكامل وجوده و جوانب حياته برب واحد أحد، هذه الفكرة، هي القاسم المشترك بين كل النبوات و الرسالات التي عاشها الانسان منذ أن خلقه الله سبحانه و تعالي علي وجه الارض..) [1] .

و قد أريد لهذا الانسان من خلال الفهم الصحيح الواعي لفكرة التوحيدة أن لا يحسب أن تصرفاته و سلوكه يمكن أن يكونا بمعزل عن معتقده و ايمانه بالله الواحد الاحد القدير، و أريد له أن يفهم أنه بقدر نجاحه في تحقيق أعلي قدر من الانضباط و الشعور بالمسؤولية فانه يصعد درجة في سلم الايمان، و بقدر نجاحه بتجسيم القيم


الالهية مجتمعة في بناء الروح و الجسد و المجتمع فانه يثبت تفوقه في مضمار الايمان و اقترابه مع الخالق العظيم.

ان القيم الالهية لم تكن أمرا مجهولا لدي الناس، و قد تم توضيحها و ابرازها بشكل دقيق و مألوف، متقبل و واقعي و ممكن التحقيق، في القرآن الكريم و السنة المطهرة.. و كان الالتزام بها هو الذي يحدد الشعور بالمسؤولية لدي كل فرد مسلم، و قد أريد من الجميع أن يتحملوا نصيبا من مسؤولية بناء المجتمع و بناء الامة، اضافة الي مسؤولياتهم في بناء أنفسهم و عوائلهم وفق هذه القيم الالهية التي ترفضها مجتمعات الجاهلية و الظلم و تحاربها، مع أنها بالتالي تحاول انتقاء ما يروق لها منها بعد اعادة تشكيلها و صياغتها و ابرازها بصورة أخري توافق هواها و رغباتها بعد أن تكون قد فشلت بالقضاء عليها.


پاورقي

[1] أهل البيت - التغيير و التجديد في النبوة ص 38.