بازگشت

مبدا التوحيد لا يقر النهج الفرعوني


ان مبدأ التوحيد الذي حاولت الديانات السماوية و منها الاسلام، ترسيخه لدي الناس و الذي يعني نسف كل أنواع الشرك و العبودية لغير الله و خصوصا ذلك الشرك الذي يبرز طائفة من الفراعنة و الطغاة أربابا من دون الله أو ممثلين لاراته و مشيئته، هذا اذا تنازلوا و اعترفوا به أو وجدوا أن اعترافهم به تحقيق لهم ما لم يتحقق للفراعنة الاوائل ذوي الخبرة و الذكاء القليلين.

و ليس مبدأ التوحيد مجرد فكرة منفصلة عن الواقع، و انما هو مبدأ متكامل، تقوم علي أساسه سلسلة من الفعاليات المتجانسة تنسجم مع هذا الواقع بشكل عام، و لا يقوم علي أساس رفض الاصنام الحجرية التي نصبت آلهة للناس ليعبدوها لكي تقربهم الي الله زلفي و حسب. فتلك الاصنام كان لها صناع من البشر، كما أنها نصبت بارادة بشرية خالصة، و وجد أولئك الذين نصبوها من حاكمين و كهنة مصلحة في ذلك لأن من يتوجه اليها بالعبودية و الطاعة، انما يتوجه اليهم هم، و هكذا كانت الاصنام الحجرية حلقة مفيدة في مصلحة الأصنام البشرية.

و لو أن من نشأوا في ظل الاسلام، و وجدوا أنفسهم (خلفاء) و حكاما، رأوا أن الناس لا تزال تعتقد بمثل تلك الاصنام الحجرية، لما توانوا عن الاكثار منها و احكام صنعتها و هياكلها لضمان اخضاعهم، غير أن مرحلة الخضوع للأحجار قد انتهت و لابد من وجود بديل لها، و اذ أن الاسلام يرفض كل ألوان العبودية و الشرك، فان دينا ممسوخا يحمل من الاسلام اسمه و شكله و بعض مظاهره و شكلياته، يمكن اذا ما زورت العديد من أحكامه و تعليماته - أن يعوض عن ذلك الحجر و يحقق مصالح فرعون الجديد ذي الخبرة و الدهاء و الاعوان و المستشارين.

هل يمكن أن يقول ان معاوية أو المنصور يستطيعان اقناع الناس بالرجوع الي عبادة الاصنام ليقفا هما من ورائها يتلقيان فروض الطاعة و الولاء...؟ و هل لا يجد فرعون مهما تسمي، من الاسلام الحقيقي عائقا حقيقيا أمام مساعيه و طموحاته...؟ و ألا يكون الطريق الوحيد لتحقيق أطماع و طموحات الفراعنة الذين ولدوا في عهد الاسلام و في ظلة، تزوير هذا الدين و تطويعه - ان صح القول - ليكون آلة في أيديهم...؟ أليس ذلك الذي فعلوه؟