بازگشت

التوجه الزيدي كان يعني التوجه المناهض للظلم


التوجه الزيدي كان يعني التوجه المناهض للظلم و الانحراف الثائر بوجهه.. و لئن نسب من أراد نصر الحسين عليه السلام في ثورته و الأخذ بثأره بعد وفاته و من سار علي خطه الي التشيع باعتبار أن الشيعة لها مفاهيمها و خصوصياتها المختلفة عن


توجهات عموم المسلمين! فان هذا الغمز الخبيث الذي يراد من ورائه عزل هذه الطليعة الرسالية المستعدة للتضحية و الثورة عن الامة و اقناع هذه الامة بأن هذه (فئة) ليست منها، فان نسبة من أراد نصر الثوار من آل البيت الي (الزيدية) أريد منه التقليل من شأن الثائرين بوجه دول الظلم باعتبار أن هؤلاء الزيدية مجرد أتباع أحد المذاهب الشيعية العديدة و الكثيرة...! مع أن الاسلام واحد، و لا يصح تقويم صحة أحد المذاهب بكثرة المنتمين اليه، كما لا يصح تصنيف المسلمين علي أساس اجتهاداتهم في بعض الامور المتعلقة بالأداءات الطقوسية و بعض المسائل المتعلقة بفروع الدين.

و لئن وجد العازفون علي نغمة الخلاف و المذاهب فرصة كبيرة في لفت أنظار المسلمين عن قضاياهم الحقيقية و أتاح ذلك لهم فرصة للتغلب عليهم و الوقوف علي رأس السلطة دائما، فان علي المخدوعين و المتضررين من أبناء الأمة أن يبحثوا عن الدافع الحقيقية التي تجعل من دولة الظلم المنحرفة أصلا تدعي تبنيها لهذا المذهب أو ذلك و حبها له و استعدادها للوقوف الي جانبه في (معاركه) و خلافاته مع المذاهب الاخري خصوصا مع المذهب (الشيعي)، و لا تقل الجعفري أو الزيدي الموالي للثائرين من آل محمد عليهم السلام فتعمل علي تحطيم أو تحجيم كل توجه من هذا القبيل، قد يلفت نظر الناس الي ممارسات هذه الدولة البعيدة عن الاسلام جملة و تفصيلا.

حمل زيد و يحيي و محمد و ابراهيم و غيرهم علي امتداد الايام، أيام الأمويين أو العباسيين أو بعدهم أرواح أولئك الرجال الذين وقفوا مع الحسين عليه السلام... و قتلوا دونه مستبسلين فرحين... و لئن كانت شرارة تلك الثورة الأولي أصبحت غير قابلة للانطفاء أو الاندثار، فان الحملة المضادة لها ازدادت ضراوة و تعددت أساليب دولة الظلم الفرعونية لحجبها عن أنظار الأمة بمختلف الحجج و الذرائع، اذ كيف لا يعمد أي فرعون من الفراعنة المتأخرين علي محاربة تلك الثورة المعنادة لفرعون مشابه لهم، أقام حكمه علي نفس الأسس التي أقاموها هم و أقاموا عليها (شرعيتهم) و وجودهم و دولهم.

غير أن ما يريد فرعون طمسه و ابعاد الأنظار عنه، لا يمكن أن يظل كذلك، و لا يمكن أن لا يلتفت الناس دائما الي الدوافع التي جعلت أشرف الناس و أكثرهم وعيا و علما يقدمون علي التضحية بكل شي ء، رغم أن الفرص متاحة أمامهم للحصول علي مختلف المكاسب و الامتيازات في ظل أية دولة لو كانوا يريدون ذلك.

ان ثورات عديدة حدثت أيام العباسيين، و اذا أننا لا نؤرخ لها في هذه الدراسة


المحددة، الا أننا نلاحظ فيها روح الحسين و نور الحسين و ملامح أصحاب الحسين... و ما كان لدولة الظلم أن تتمادي الي أبعد حد و أن لا تدعي انتماءها للاسلام و حبها له و استعدادها للدفاع عنه في ظل الاوضاع التي يتواجد فيها الثوار الرافضين للظلم الموالين للاسلام.