بازگشت

التوجه الزيدي الثوري لم يكن مذهبا مستقلا


التوجه الزيدي في البداية لم يكن يعني مذهبا يستمد أسسه من أبي حنيفة أو غيره، فأبو حنيفة لم يكن يوجه زيدا أو يقوده و انما كان أحد مؤيديه قبل أن يلتحق بركب السلطان، و لئن وجد ذلك السلطان العباسي مصلحة بايجاد ثغرة بين مؤيدي زيد الحقيقيين و أولئك الذين تخلوا عنه، و بين أولئك الذين أصروا علي تبني مواقف أهل البيت و تشريعات الاسلام الحقيقية و أولئك الذين وقفوا خلف ائمة مجتهدين أربعة، ثم عمل علي اغلاق باب الاجتهاد الي الابد. و كان الأمة لم يعد فيها من هو قادر علي التفكير و الدراسة و استنباط الحكم الشرعي، ثم راح هو نفسه يؤيد هذا المذهب أو ذاك في محاولة منه لضربها جميعا و ايجاد نوع من الموازنة بينها يتيح له التفوق عليها، فانه لم يكن ليفعل ذلك حرصا منه علي مصالح المسلمين و لحمايتهم من الاخطار و الفرقة، و انما لحماية مصالحه و امتيازاته و سلطانه هو...