بازگشت

استغلوا الاسم لعزل الشيعة عن بقية المسلمين


و لئن قيل في فترة ما - للتقليل من شأن السائرين بركاب الثورة المضادة للظلم - انهم من الشيعة، و لم يقصد بذلك الا عزلهم عن بقية المسلمين و اعتبار أن لهم قضايا و طموحات خاصة تختلف عن قضايا بقية المسلمين، فان سعة أعدادهم و توزعهم في أقطار شاسعة من البلاد الاسلامية و انضمام فئات معروفة بأنها ليست من الشيعة الي صفوفهم، جعلت بعض المورخين السائرين في ركان السلطان و بعض مزوري التاريخ و حاملي أطروحات الدولة و وعاظها و السائرين بركابها، يتخبطون مرة أخري فيطلقون عليهم لقب الزيدية مرة، و يخترعون لهم أسماء أخري منسوبة لأشخاص و فرق ادعوا أنها من الشيعة أيضا، بل حتي لقد ذهبوا الي حد الصاق مختلف التهم بمذهب أهل البيت عليهم السلام الذي تبلور فيما بعد في عهد الامام الصادق عليه السلام و سمي بالمذهب الجعفري تمييزا له عن المذاهب الاخري التي ظهرت في ذلك الحين... و لئن كان ذلك المذهب يمثل التوجه الاسلامي الأول الصحيح الذي أرسي دعائمه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام، و الذي يمثل الصيغة الحية الوحيدة التي من شأنها أن تحمي الاسلام من الضياع و الاندثار و تحفظه من التلاعب و التزوير.. فان أمرا واحدا ينبغي أن يحملنا علي الوثوق به والاعتماد عليه، و هو حملته من أئمة أهل البيت عليهم السلام الثقاة العلماء الذين شهدت لهم الامة بالعلم و الاستقامة و العدالة... و كان من شأن حملهم لعلوم الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و القرآن أن تجعلنا علي ثقة بأن أيد أمينة قد أوصلته الينا سالما من كل تزوير أو تحريف، اضافة الي الامور الاخري التي تجعلنا مطمئنين الي صحة توجهاته العامة و تطابقها مع القرآن و السيرة و العقل، و قدرته عل البقاء و الديمومة و مواجهة كل مشاكل الحياة و متغيراتها.