بازگشت

الثورة الحسنية استمدت روحها من الثورة الحسينية


كانت ثورة محمد النفس الزكية و أخيه ابراهيم تستمد من ثورة الحسين الاولي بوجه الظلم و الانحراف، روحا قوية شجاعة ترفض السكوت و المساومة، رغم أن دولة الظلم الاولي تلك قد اندحرت و حلت محلها دولة ظلم أخري ترفع شعارات مغايرة الا أنها ظلت امتدادا لها و ظلت تعزز ممارساتها التعسفية الجائرة.. و بدت خطورتها من خلال الشعارات البراقة المضللة التي رفعتها و التي من شأنها أن تخدع جماهير المسلمين بحقيقتها، لو لا التصدي الحازم منذ البداية لها من قبل العصبة الشجاعة من آل البيت و من وقف معهم من جماهير المسلمين، و لم يكن هؤلاء بالقليل، و لم يكونوا ليثوروا دون بصيرة أو وعي و دون أن يجدوا الدوافع الحقيقية لذلك.

ان أعدادا كبيرة من آل الحسن و آل الحسين عليهماالسلام، و التي اتخذت لها مكانة مرموقة بين المسلمين بفضل انتمائهم للرسول صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام و قرابتهم من بقية ائمة أهل البيت الآخرين، قد انخرطت في حملة مقاومة مستمرة و قيادة ثورة


دائمة لمقاومة الظلم و البغي و العدوان، مهما كان شكل الظالم و مهما كانت أشكال البراقع و الاغطية التي حاول بها ستر عيوبه و جرائمه و اعتداءاته علي الامة المسلمة، و اذ اصطف هؤلاء، سوية مع المسلمين الواعين من القراء و الفقهاء و العلماء من ذوي البصيرة و السداد من أهل المدينة و الكوفة و البصرة و غيرها، و كانوا قادة للثورات المضادة لكل توجه فرعوني استبدادي، فقد دل ذلك علي عمق شعورهم الصادق بالمسؤولية الرسالية تجاه الامة و دل علي أحقيتهم و صواب توجههم الثوري المضاد لكل فرعون تنغل به الأيام و يتطاول علي حكم الله و شريعته.