بازگشت

الحريجة في الدين في مواجهة الغدر و المكر


كان ابراهيم يتحرج ما لا يتحرج منه أمثال أبي جعفر، و كان منطقه الرسالي و حريجته في الدين تجعله في موقف يتيح لعدوه الماكر الذي لا يتورع عن اللجوء الي أي أسلوب يراه مناسبا لدعم مركزه و قوته، للتغلب عليه. مع أن ابراهيم كان أكثر جندا و في موقف قوي.

و لعل تلك الاسباب جعلت بعض أنصاره و قادته يتمادون في فرض آرائهم و وجهات نظرهم التي غالبا ما تكون غير صائبة مما جعل عدوه يتفوق عليه في النهاية...

رفضوا أن يرسلوا رسولا منهم للكوفة لكي يدعو الي ابراهيم سرا ثم يجهر بعد أن يقوي أمره، بحجة أن ذلك يجعل المنصور يرسل خيلا فيطأ البري ء و النطف و الصغير و الكبير...!

و رفضوا أن يخندقوا علي أنفسهم بحجة أنهم أقوي منهم و ظاهرون عليهم..!

و رفضوا الذهاب الي الكوفة حيث مقر المنصور، بحجة أنه في أيديهم متي أرادوه..!

و رفضوا أن يصفوا جيشهم كراديس، فان انهزم كردوس ثبت كردوس فابوا الا القتال صفا.


أما ابراهيم نفسه فقد رفض ثانية ان يبيت أحد قادته أباجعفر قائلا انه يكره القتل [1] .. و لو كان أبوجعفر مكانه لما تورع عن أية وسيلة تتيح له التغلب علي خصمه، فمن يريد الملك ينبغي عليه أن لا يكره القتل و لا يتجنب الحيلة و المكر و الغدر.


پاورقي

[1] تحدثنا في هذا الکتاب عن الاسباب التي تدعو الثوار الرساليين للامتناع عن الغدر و قتل أعدائهم غيلة، عند استعراض أحداث الکوفة بعد دخول مسلم بن عقيل اليها و قبل توجه الحسين عليه‏السلام الي العراق.