بازگشت

امان المنصور


و قد حاول المنصور أن يسترضي محمد ذي النفس الزكية و بعث اليه كتابا يؤمنه فيه علي نفسه و ولده و اخوته و أهل بيته و من اتبعهم و يسوغه ما أصاب من دم أو مال، و عرض عليه مليون درهم و ما سأل من الحوائج و أن ينزله من البلاد حيث شاء، و أن يطلق من في حبسه من أهل بيته و أن يؤمن كل من جاءه و بايعه و ابتعه أو دخل معه في شي ء من أمره ثم لا يتبع أحدا منهم بشي ء كان منه أبدا، و أن يوجه اليه من أحب ليأخذ له من الأمان و العهد و الميثاق ما يثق به [1] .

و لو كان هدف محمد مجرد التخلص من مطاردة المنصور و الحصول علي أمانه، لكانت تلك فرصة كبيرة يحصل فيها علي ذلك بعد أن يتأكد من عهوده و مواثيقه... غير أن أمره لم يكن كذلك.. و لم تكن خطبته في أهل المدينة الذين لم يتخلف أحد من وجوهها الا نفر [2] ، الا بيانا حقيقيا لأهداف تلك الثورة التي أراد بها انهاء ذلك الحكم الفرعوني الجديد، و لم تكن ذريعة للحصول علي العفو و الامان الشخصي له و أهل بيته.

و قد أجابه اجابة مفحمة علي كتابه و عرض عليه من الامان مثل الذي عرضه هو عليه، مع أنه أشار الي (أماناته) المزيفة السابقة كالأمان الذي أعطاه لابن هبيرة و عبدالله بن علي و أبي مسلم... و قد غدر بهم جميعا.


پاورقي

[1] الطبري 430/4.

[2] الطبري 427/4.