بازگشت

مخاوف حقيقية


لم تكن مخاوف المنصور من محمد دون سبب، فمحمد لم يختف منه لمجرد أنه خاف أن يقتله، و لو كان الامر كذلك لربما تغاضي المنصور عنه و لم يلاحقه تلك الملاحقة العنيدة، غير أنه تيقن من وجود بوادر ثورة كبيرة يقودها محمد، قد تطيح بعرشه في النهاية، فلئن حاول تطويع الامة و اجبارها علي الاستسلام فانه كان واثقا أن أمثال صاحب النفس الزكية لن يخضعوا بسهولة و ان الخوف من الموت ربما كان آخر ما يفكرون فيه.


و قد أرسل أحد صعاليك العرب، صعيليكا صغيرا علي حد تعبيره هو - واليا علي المدينة و أمره باللجوء الي أشد الأساليب للقبض علي محمد و ابراهيم، و قد عمد هذا بايعاز منه القاء القبض علي كافة أفراد العائلة الحسنية من الذكور و أودعهم السجن في محاولة منه لكسر شوكتهم و تشجيع من يفكر بالوشاية بمحمد و ابراهيم، و قد لجأ الي شتمهما من علي منبر المدنية مما سبب اثارة حفيظة أهلها عليه حيث ردوا عليه بخشونة و حصبوه و ألجأوه الي الفرار.