بازگشت

الجواسيس حضور دائم


و أرسل المنصور أحد جواسيسه ليستعلم حال محمد و أخيه من أبيهما بعد أن يستدرجه و يدعي أنه أحد مناصري و محبي ابنه و قد أرسل مبعوثا من سكان احدي


قري خراسان لتقديم الدعم و الاستعلام عن موعد اعلان الثورة، و قد نجح هذا الجاسوس بمهمته و أصبح احد المقربين من المنصور [1] .

و تذكرنا قصة هذا الجاسوس بقصة جاسوس آخر أرسله ابن زياد ليخترق أصحاب مسلم بن عقيل و يعلم قوته و موعد خروجه - و قد نجح أيضا بمهمته [2] .

تهدد المنصور عبدالله بالقتل وشدد عليه لكي يحضر ابنيه اللذين قيل أنهما ذهبا للبصرة و عدن و الي السند ثم الي الكوفة ثم الي المدينة.. و أحضر الجاسوس الذي نجح بالحصول علي بعض المعلومات منه و واجهه به ثم حبسه ثلاثة أعوام في محاولة منه للضغط علي ولديه لكي يسلما نفسيهما أو يعجلا باظهار ثورتهما و هو ما سوف يساعده علي قمعها بسهولة اذ ستكون الاستعدادات لها ناقصة حتما - و هذه تجربة أموية غنية و قديمة - استفاد منها المنصور مع خصمية اللذين كان يحسب لهما كل حساب و يخافهما علي عرشه، رغم أنه حاول فيما بعد، و بعد القضاء عليهما التقليل من شأنهما.

و من الظريف أن نذكر هنا أن فرصة اغتيال المنصور قد أتيحت لهما في مكة الا أن محمد صاحب النفس الزكية امتنع عن ذلك و قال: لا و الله لا أقتله أبدا غيلة حتي أدعوه [3] .


پاورقي

[1] الطبري 403 - 402/4 و ابن‏الاثير 138/5 و ما بعدها.

[2] راجع ما کتبناه عن أحداث الکوفة قبل قدوم الحسين عليه‏السلام العراق.

[3] الطبري 406/4 و ابن‏الاثير 140/5 و هو موقف مشابه لموقف مسلم بن عقيل عندما أتيحت له فرصة قتل ابن‏زياد غيلة فامتنع عن ذلک، و قد تحدثنا عن ملابسات ذلک الحادث و أسباب امتناع مسلم...