بازگشت

محمد و ابراهيم ابنا عبدالله بن الحسن


كان محمد و ابراهيم ابنا عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أول ثائرين بوجه السلطة العباسية التي انتزت علي منصب الخلافة بكل الوسائل المتاحة و التي لم تكن شرعية بأي حال من الاحوال.

و كان محمد عند اضطراب أمور الأمويين في مقدمة الثائرين عليهم من بني


هاشم، حتي لقد بايعه ابراهيم و السفاح و المنصور، و كان المنصور أشد المتحمسين لهذه البيعة [1] ، الا أن الأمور عندما استتبت له في النهاية جعل أكبر همه رصد تحركاته و تحركات أخيه، و بث الجواسيس و العيون لهذه الغاية. لقد كان اللص في غاية الخوف ممن سلبه حقه و تخلي عن بيعته، و كان متلهفا علي التخلص منه و قتله بأسرع وقت.

ان عهد المكائد الطويل ليفخر بتلك الفترة المزدهرة التي شهدت حكم المنصور و أساليبه في القضاء علي خصومه و مناوئيه و من يحتمل أن يكونوا في صفوفهم. و قد لجأ الي أشدها ظلامية و عسفا للقضاء علي محمد صاحب النفس الزكية و أخيه ابراهيم بعد أن امتنعا عن الحضور الي بلاطه لتقديم فروض الطاعة و الولاء التي طلبها من الجميع، و ربما كان سبب امتناعهما عن الحضور، خوفهما من غدره، و هو صاحب تاريخ معروف فيه.

لقد أقض اختفاؤهما مضجعه و (لما استخلف، لم تكن له همه الا طلب محمد و المسألة عنه و ما يرد، فدعا بني هاشم رجلا رجلا، كلهم يخليه فيسألهم عنه، فيقولون: يا أميرالمؤمنين، قد علم أنك قد عرفته يطلب هذا الشأن قبل اليوم، فهو يخافك علي نفسه، و هو لا يريد لك خلافا..) [2] و قد (اشتري أبوجعفر رقيقا من رقيق الاعراب، ثم أعطي الرجل منهم البعير، و الرجل البعيرين، و الرجل الذود، و فرقهم في طلب محمد في ظهر المدينة، فكان الرجل منهم يرد المار كالماء و كالضال، فيفرون عنه و يتجسسون..) [3] .


پاورقي

[1] مقاتل الطالبين / أبوالفرج الأصفهاني ص 206 و 254 و ما بعدها (و قد ذکر أن محمدا کان يذکر أن أباجعفر ممن بايع له ليلة تشاور بنوهاشم بمکة فيمن يعقدون له الخلافة حين اضطرب أمر بني‏مراوان..) الطبري 402/4 و ابن‏الاثير 137/5.

[2] الطبري 403- 402/4 و ابن‏الاثير 138/5 و ما بعدما.

[3] الطبري 403 - 402/4 و ابن‏الاثير 138/5 و ما بعدها.