بازگشت

الثورات، و الموجة الفرعونية الثانية ايام العباسيين


انكشفت نوايا العباسيين منذ الايام الاولي لاستلامهم الحكم، و أبدوا جهودا منقطعة النظير للمحافظة علي ملكهم، و ابعاد منافسيهم العلويين المقربين من الامة، و لجأوا الي أشد الأساليب ارهابا و دموية لتصفية خصومهم الامويين أولا و منع أي تحرك يرون أنه يشكل خطرا علي وجودهم و كيانهم، و اشتدت حملتهم بشكل خاص بوجه القيادة الشرعية الحقيقية للمسلمين المتمثلة بأئمة أهل البيت عليهم السلام، و شهد تاريخهم تصفية ستة منهم حيث لو حقوا و حوصروا قتلوا في أوقات مختلفة.

لقد استنفذوا أغراضهم من التقرب من أهل البيت و العلويين بشكل عام للمكانة التي لهم في نفوس المسلمين و من دعوتهم المعلنة الأولي للمطالبة بدم الحسين و زيد و يحيي، و كشفوا عن نواياهم و خططهم بعد أن تمكنوا و أحكموا استعداداتهم و استحكاماتهم بوجه كل خصم محتمل أو حقيقي و بعد أن طوعوا و أخضعوا الامة ثانية و أجبروها علي الاستسلام و الوقوع جثة هامدة بين أيديهم، و ذهبوا الي حد قتل أشد أعوانهم نصرة لهم و تفانيا من أجلهم.

لقد أسفر الانحراف عن وجهه ثانية و لم ير أقطاب الحكم ما يدعوهم لستر ممارساتهم الشاذة عن الامة اللهم الا ما يتظاهرون به أحيانا من استجابة لوعاظ السلاطين و ذرف دموع التماسيح أمامهم، و غالبا ما يفعلون ذلك في ساعات الخطر و أوقات الازمات لكسب ود الأمة و تعاطفها، و قد رويت قصص طريفة عن بكاء المنصور و الرشيد، و تفنن بعض الرواة بعرضها بشكل شيق يثير عطف من لا يعرف حقيقة أولئك الحكام المتفرعنين.