بازگشت

نوايا مبيتة منذ البداية


و تدل رسالة كتبها أبوجعفر المنصور لمحمد بن عبدالله علي نوايا العباسيين المبيتة ضد أهل البيت عليهم السلام و توجهاتهم لحرف الامر عنهم، كما تدل علي أن المطالبة بدمهم لم تكن سوي أداة مزدوجة أرادوا بها التأثير علي الرأي العام الاسلامي و ايهامه بحبهم لآل البيت عليهم السلام ثم للاحتجاج بذلك علي من يريد ارجاع الامر اليهم بعد ذلك، بدعوي أنهم كانوا الآخذين بالثأر. كما تدل علي نفس التوجه الاموي الملي ء بالمغالطات و الأكاذيب حولهم.

يقول المنصور: (... ثم خرج عمك حسين بن علي علي ابن مرجانة، فكان الناس معه عليه حتي قتلوه، و أتوا برأسه اليه، ثم خرجتم علي بني امية، فقتلوكم و صلبوكم علي جذوع النخل، و أحرقوكم بالنيران، و نفوكم من البلدان، حتي قتل يحيي بن زيد بخراسان، و قتلوا رجالكم و أسروا الصبية و النساء، و حملوهم بلا وطاء في المحافل كالسبي المجلوب الي الشأم، حتي خرجنا عليهم، فطلبنا بثأركم، و أدركنا بدمائكم و أورثناكم أرضهم و ديارهم، و سنينا سلفكم و فضلناه..) [1] .

و لننتبه الي اشارته الخبيثة حول خروج الحسين المزعوم علي ابن مرجانة، و كان الصراع كان بينهما خاصة، و كان الحسين لم يثر بوجه الدولة الاموية اليزيدية المنحرفة و يرفضها جملة و تفصيلا... و هي اشارة أريد بها التهوين من شأن تلك الثورة الكبيرة التي جعلت دول الظلم كلها تحسب حسابا للأمة المسلمة علي امتداد السنين، و التي كانت السبب الاول المباشر للاطاحة بدولة الظلم الأولي.



پاورقي

[1] الطبري 433/4.