بازگشت

دولة الظلم لن تكون بديلا عن الاسلام


دولة الظلم التي توقع أميرالمؤمنين قيامها بديلا عن دولة الاسلام العادلة، قد لا تدعي نبذ الاسلام علانية، بل انها علي العكس من ذلك تدعي أنها المدافع الوحيد عنه و القيم الاكثر اخلاصا علي المسلمين، و قد تتستر ببعض أغطيته و براقعه لاخفاء عيوبها و انحرافاتها و الظهور بمظهر مقبول امام الأمة.. انها - علي النطاق العملي


ستعمد الي ابعاد الاسلام عن سياستها و توجهاتها و لن تتيح للناس الاطلاع الا علي ما تريد هي أن يطلعوا عليه بعد أن قامت بالتزوير و التشويش و الدس و الافتراء..

دولة الظلم الاموية كانت نموذجا فريدا لم يوجد من قبل. كانت نموذجا مستحدثا مركبا بعناية و دقة، و هي دولة ذات تجارب غنية بأساليب التزوير و الكذب و الاستبداد و القهر.. و لن يشمل ظلمها فئة دون فئة، بل انه سيمتد ليشمل كافة الناس، غير أن شعورهم بالظلم سيكون أضعف مما تتوقع الدولة منهم، بل انها في الواقع تتوقع أن يكون هذا الشعور ضعيفا فعلا رغم أنها تستعد دائما لأعنف رد فعل منها بأعنف اجراءات تستعد لها هي دائما.

ان الامة، تحث وطأة الجهل و الخوف، و سيطرة الظروف الاستثنائية التي تخلقها الدولة دائما، بايهامها بوجود عدو محتمل و موهوم، و قد يكون هذا العدو موجود فعلا، تقع تحت شعور بانها تعيش في ظرف طاري ء يحتم عليها أن تتقبل ما يمكن أن ترفضه في ظرف عادي طبيعي.. و لأن الظروف الاستثنائية عديدة و كثيرة، يصبح الظرف العادي حلما في ذهن الأغلبية من أبناء الأمة، و قد يكون هو الظرف العادي الطبيعي بعد أن اعتادت اليه و ألفته، غير أن الظرف العادي الحقيقي الذي لن تشهده الأمة الا في ظل الاسلام قد يدفع بعض أفرادها للسعي اليه و القيام بعمل ايجابي في سبيله، يرونه كذلك، و تراه الدولة لونا من ألوان المعارضة السلبية المناكدة المخاصمة، ما دام يعكر عليها الجو الهادي ء الراكد الذي أوجدته و خلقته و ما دامت محصلة انتزاع امتيازاتها و سلطانها.

لن يتاح لأحد في ظل دولة الظلم أن يرفع يدا أو اصبعا، و ان احتج سيكون احتجاجه صامتا أخرسا، و ستحصي عليه أنفاسه و حركاته و سكناته..