بازگشت

تنمية التوجه الثوري الرافض


ان توجها ثوريا رافضا للانحراف تكون بعد ثورة الحسين عليه السلام، ظل ينمو في كل أقطار الاسلام. و قد رأينا أنه كان ينمو و يشتد و يكاد أن يجتاح الزعامات المنحرفة لو لم تتصد له تلك الزعامات بعنف و تلجأ الي أشد الأساليب بطشا و دموية لمواجهة الثوار الذين استلهموا مبادي ء الثورة الحسينية و أيقنوا بجدواها و ضرورتها كحل لايقاف الانحراف.

ان ذلك التوجه الثوري أوجد تيارا قويا بين صفوف أبناء الأمة، غير مرئي دائما الا أنه محسوس تمثل بالاستعداد السريع لمقاومة الزعامات المنحرفة اذا ما تمادت في تحديها و استهتارها و عبثها، فأن يطلع علي الأمة كل يوم ثائر جديد ينتصر للاسلام مثل زيد و ابنه يحيي و محمد ذي النفس الزكية و أخيه ابراهيم و غيرهم و أن تلتحق بهم جماهير غفيرة من أبنائها، يعني أن عقيدة الأمة تتجدد باستمرار رغم معاول الهدم التي تلجأ اليها دولة الظلم.. مما يجعل هذه الدول رغم جبروتها و قوتها الظاهرية و أعوانها و ثرواتها تحسب حسابا لقوي المعارضة و الثورة و تمتنع عن العديد من التصرفات و الممارسات المشينة العلنية التي من شأنها أن تشوه صورتها أمام الأمة، و تحاول تحسين هذه الصورة بادعاء الحرص علي الاسلام بل و بالتقرب أحيانا من القيادة الشرعية المتمثلة بآل البيت عليهم السلام، أو بفرض حصار أو رقابة شديدة حولهم في محاولة لعزلهم عن الجماهير و تطويقهم و منع أي اتصال بهم مدركة أن خطرا ما يهب عليها من ناحية هذا الامام أو ذاك لخطورة الأدوار الايجابية التي يمارسها أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين لم يعمدوا في الظاهر الي القيام بأي نشاط عسكري مع أنهم كانوا


يسعون لاقامة دعائم الحكم الصالح مدركين (أن اقامة هذا الحكم و ترسيخه لا يتوقف في نظرهم علي مجرد تهيئة حملة عسكرية، بل يتوقف قبل ذلك علي اعداد جيش عقائدي يؤمن بالامام و عصمته ايمانا مطلقا ويعي أهدافه الكبيرة، و يدعم تخطيطه في مجال الحكم و يحرس ما يحققه للأمة من مكاسب..) [1] .

ان الادوار المتعددة التي لعبها كل امام من أئمة أهل البيت عليهم السلام و كانت محصلتها أن استطاعوا استقطاب قطاعات واسعة من الأمة الي صفهم، أقلقت زعامات الانحراف و أفزعتها و جعلتها تحسب ألف حساب للامام المعصوم من آل البيت و تتيقن من قدرته الكبيرة علي التصدي لها و منع مشاريعها المدمرة، و ان لم تعرف بالتأكيد سبب تلك القدرات و سر تأثير الامام علي جماهير الأمة، و هذا ما جعلها تفكر مليا قبل الاقدام علي عمل طائش قد يطيح بها الي الأبد، خصوصا و انها أدركت أن سهولة تشكل حركة ثورية مناوئة أصبح أمرا واردا، بل ان وجود الحركة المناهضة كان واقعا فعلا.. و ان اعدادا كبيرة من الأمة علي استعداد لمواجهتها و الاطاحة بها مهما كانت النتائج.


پاورقي

[1] المصدر السابق.