و لو أن مدرسة أهل البيت عليهم السلام لم تقم في ذلك العهد لا نطمست كل علوم الاسلام، و لكان الاسلام مجرد أثر غابر و لكان القرآن عرضة لتأويلات مريعة تجعل من آياته أداة لخدمة دول الظلم التي عمدت الي ذلك فعلا و منذ عهد مبكر، و كان بطل التحريف و التأويل الاول معاوية بن أبي سفيان الذي لا يزال يحظي بتقدير كبير لدي فئات عديدة من المسلمين، بفعل ايحاءات الحكام الآخرين الذين هم نسخة مكرورة معادة منه و الذين يحاولون الافادة من (الشرعية) و الأسس التي أقام عليها حكمه.

(ان الأئمة عليهم السلام بالرغم من التآمر علي اقصائهم عن مجال الحكم كانوا يتحملون باستمرار مسؤوليتهم في الحفاظ علي الرسالة و علي التجربة الاسلامية و تحصينها ضد التردي الي هاوية الانحراف و الانسلاخ من مبادئها وقيمها انسلاخا تاما.