بازگشت

تعليمات القيادة الوارثة


و اذ أن الثائرين هنا كانوا من نفس خط الثوار الأوائل، و كان قادتهم ينتمون الي قائد الثورة الأولي، الامام الحسين عليه السلام و كانوا من أبنائه، و كانوا يتلقون توجيهاتهم و تعليماتهم من القيادة الوريثة المنحدرة من صلبه و المتمثلة بأئمة اهل البيت عليهم السلام، و بالامام الصادق عليه السلام علي الخصوص الذي حرص أن لا يقوم هو بالمواجهة لطبيعة الظرف الذي كان يمر به المسلمون و لامكان اقدام السلطة الحاكمة - لو كان هو الذي قام بالمواجهة - علي نسف و تدمير كل تراث آل البيت عليهم السلام و استئصال كل ما من شأنه أن يذكر الناس بمحمد و آل محمد، و الا.. هل يتورع أمثال الوليد الذي اعتزم أن يذهب الي مكة ليشرب الخمر فوق سطح الكعبة و الذي رمي القرآن بنشابة، يعبث و يلهو، عن اصدار أمر عابث لتدمير آل البيت و محو آثارهم و طمس الخط الرسالي الحقيقي الذي رسمه محمد صلي الله عليه و آله و سلم و كانوا الحفظة الحقيقيين له بوجه تيارات و عواصف الانحراف التي هيجها الحكام الامويون دون حساب الا لمصالحهم الخاصة و أطماعهم و توجهاتهم البعيدة عن الاسلام جملة و تفصيلا، الا ما ذكر عن اهتماماتهم ببعض المظاهر الشكلية ليتسني لهم الادعاء بأنهم يحكمون حقا باسم الاسلام و أنهم يمثلون المسلمين.