بازگشت

ثورة زيد و يحيي - المعول الاخير الذي اطاح بالدولة الاموية


كانت ثورة زيد ثم ثورة ابنه يحيي من بعده - مع أنهما لم تحققا نصرا ظاهرا علي الدولة في حينهما، كما بدا الحال مع ثورة الحسين عليه السلام للكثيرين، الا انهما كانتا فيما يبدو الضربة الاخيرة للمعول الذي أطاح بالدولة الأموية.

أيعقل أن الحسين عليه السلام ثار من قبل و هو الأقل قوة و تجهيزا، بوجه الدولة القوية المزدهرة ذات الاعوان و العدد، دون أن يضع باعتباره أنه يقوم بعمل حقيقي من شأنه تغيير مصير المسلمين و لو بعد حين، و ان كان يرسي دعائم التصدي و الثبات بوجه الظلم و الانحراف و التزوير، و ان دمه و دماء أصحابه التي بدت و كأنها ذهبت هدرا دون نتيجة أو غاية مرجوة، ستسقي بساتين الجهاد و الثورة الي الأبد و الي أن تعود الأوضاع الي سيرها الطبيعي و لو بعد مئات أو آلاف السنين؟

هل لم يكن أصحاب الحسين بدرجة من الوعي تجعلهم لا يدركون طبيعة أهدافه الرسالية الكبيرة، رغم اندفاعهم الشديد لمواجهة أعدائه و أعداء الاسلام تلك المواجهة الساخنة التي كانوا ضحايا ليها.

و هل خلت الساحة فيما بعد من أصحاب جدد للحسين يدركون ما أدركه أصحابه الأوائل من قبل، و يعلمون علم اليقين أن المواجهة ينبغي أن لا تنتهي و أن


حسب الظالمون و المنحرفون أنهم الطرف الأقوي و الأشد.