بازگشت

الروح الحسينية


و اذ أننا لا نؤرخ لثورة زيد الا بالقدر الذي يفيدنا في هذه الدراسة، فاننا لا نتعرض لكل تفاصيل هذه الثورة الكبيرة، غير أننا نؤكد هنا أن الروح الحسينية كانت واضحة في الثورة الزيدية، و قد أججت سلسلة الثورات التي بدأت بزيد و ابنه و بعض العلويين من أبناء الحسن و الحسين عليه السلام، فكربلاء امتدت لتشمل كل البلاد


الاسلامية و في كل العهود التي تعرض فيها المسلمون للظلم و الأذي، و زيد أصبح امتدادا للحسين عليه السلام، أي أنصار مخلصين للحسين عليه السلام و أطروحته لمواجهة الظلم، كان أولئك الذين وقفوا مع زيد و استشهدوا بين يديه! و أي أنصار مخلصين للحسين و ثورته أولئك الذين رفضوا الظلم و العبث بالاسلام و مقدرات المسلمين علي امتداد تاريخهم، و الذين وقفوا مع كل راية تعادي ذلك الظلم و ذلك العبث و تنكره و تريد ازالته.

ان دور أئمة اهل البيت عليهم السلام لازالة الانحراف و العودة الي الخط الذي رسمه و أرساه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان دورا واحدا متكاملا عديد الحلقات و الفصول، و لم يكن هناك أي يناقض في أي حلقة أو فصل منها رغم بعض الدعاوي التي تشير الي ذلك.

و اذ أننا تحدثنا عن ذلك فيما سبق من فصول هذا الكتاب، فاننا نؤكد هنا ثانية ان الذين ساروا تحت راية علي أميرالمؤمنين و الحسين عليه السلام و قتلوا تحت تلك الراية لم يكونوا كلهم من الشيعة الموالين لعلي و الحسين، فالمذاهب الاسلامية لم تتبلور في ذلك الحين و لم تظهر، بل ان ظهورها كان متأخرا عن تلك الفترات.

انهم ساروا تحت الراية التي رفضت الانحراف و المساومة، و كان خط آل البيت عليهم السلام هو الذي خفقت فوقه تلك الراية علي امتداد العصور، و كان أئمة أهل البيت عليهم السلام يمثلون المعارضة الدائمة للانحراف و الظلم، و كان لا بد أن يلجأ اليها كل رافض لهما و كل مسلم واع يعرف الاسلام معرفة واضحة مبينة.