بازگشت

تهديدات لاهل الكوفة


(يا أهل المدرة الخبيثة، اني و الله ما تقرن بي الصعبة، و لا يقعقع لي بالشنان، و لا أخوف بالذنب، هيهات، حييت بالساعد الاشد. أبشروا يا أهل الكوفة بالصغار و الهوان. لا عطاء لكم عندنا و لا رزق. و لقد هممت أن أخرب بلادكم و دوركم، و أحرمكم أموالكم. أما و الله ما علوت منبري الا أسمعتكم ما تكرهون عليه، فأنكم أهل بغي و خلاف، ما منكم الا من حارب الله و رسوله، الا حكيم بن شريك المحاربي و لقد سألت أميرالمؤمنين أن يأذن لي فيكم، و لو أذن لقتلت مقاتلتكم، و سبيت ذراريكم) [1] .

ثم (بعث أهل الشام، يطلبون الجرحي في دور أهل الكوفة، فكانوا يخرجون النساء الي صحن الدار، و يطوفون البيت يلتمسون الجرحي). الطبري 208/4.

كان أهل الكوفة كلهم بنظر الولاة الامويين أهل بغي و خلاف، بل أهل المدرة الخبيثة علي حد تعبير الطاغية يوسف بن عمر الذي لم يستثني منهم سوي شخصا واحدا سماه لهم، و حتي أولئك الذين ساعدوه و وقفوا الي جانبه لم يسلموا من ذلك التقريع و تلك الشتائم.

و لعل هؤلاء لو كانوا قد وقفوا موقفا مشرفا مساندا لزيد لما لحقهم من أهانات كتلك التي صبها يوسف بن عمر عليهم و لمرغوا جبهته بالتراب بدل أن يمرغ هو جباههم.



پاورقي

[1] الطبري 210/4.