بازگشت

اقصي الاجراءات لمواجهة الثورة


لقد حشدت السلطة أعوانها لمواجهة زيد و القضاء علي ثورته و اتخذت جملة من الاجراءات منها جمع أهل الكوفة في المسجد الأعظم لحصرهم فيه و منع التحاقهم بزيد و تطويقهم بالعرفاء و الشرط و المناكب و المقاتلة، و قد تم ذلك قبل خرج زيد بيوم اذ غلقت أبواب المسجد عليهم كما غلقت دروب السوق و استنفر أشراف الكوفة الذين كانوا يبدون استعدادهم لنصرة الظلم دائما و خرجوا برجلهم و خيلهم لمواجهة زيد الذي لم يوافه من أصحابه ليلة المعركة سوي مائتي و ثمانية عشر رجلا، و قد آلمه أن يحبس الناس رغم أعدادهم الكبيرة في المسجد الجامع [1] ، و أن يتقبلوا الوضع رغم أنهم قادرون عمليا علي التخلص من سجانيهم.

و لم يتح لمن بايعوا زيدا من أبناء المدائن و البصرة و الحيرة و غيرهما أن يلتحقوا به لتغيير توقيت الثورة، و ربما لم يتح للعديدين - بسبب ذلك - فرصة الالتحاق به و ربما لم يستعدوا للموعد الجديد، و هذا ما جعل موقفه ضعيفا بمواجهة جند الشام و أشراف الكوفة و مرتزقة الدولة من العرفاء و الشرط و المناكب و المقاتلة... و لم يستطع بمن بقي مع أن يستنهض همم من حبسوا في المسجد و كانوا بالتأكيد عزلا من السلاح و مطوقين بأعوان السلطة.


پاورقي

[1] کان مسجد الکوفة الجامع واسعا جدا، و في بداية تخطيطه أوقف أحد رماة السهام الأشداء و طلب مه أن يرمي باتجاه الجهات الاربع، و قد رمرمي السهم بنصف کيلومتر تقريبا فيکون طول کل ضلع من أضلاعه کيلومتر و مساحته مليون متر مربع، و قد بني علي هذا الأساس، ليس ربما مليون شخص.