طليعة رسالية بقيادة آل البيت
ان الطليعة الرسالية المنتمية لآل البيت عليهم السلام و التي كانت تتمتع بوعي استثنائي بحكم ذلك الانتماء و بحكم الفهم الحقيقي للاسلام المأخوذ عنهم - و منها زيد رضوان الله عليه - كانت تدرك ضرورة التغيير الملح و ازالة القيادات العدوانية التي تسلطت بالمكر و الاكراه علي مقدرات المسلمين، و التي لم تحتفظ من الاسلام الا بعض مظاهره الخارجية الطقوسية التي كانت تريد بها اثبات انتمائها للاسلام و قيومتها علي المسلمين.
كان القرآن يقرأ الا انه كان يفسر علي هوي الحاكمين، و كان سيل الاحاديث المزورة يطغي علي الاحاديث الصحيحة، و كانت موجة الظلم تعلو علي عدالة الاسلام، و حتي الفتوحات التي كان ينبغي لها أن تتم بشكل مدروس و أن تكون محصلتها لمصلحة المسلمين كانت تجري بشكل عشوائي لا يقصد منه ضم الناس للاسلام بقدر ما كان يقصد منه ضم المزيد من الثروات لخزينة الحاكم [1] و ابعاد المقاتلين الذين لا يضمن و لاءهم الي تخوم المملكة بينما يظل الجنود الموالون
و جلهم من أهل الشام يعبثون بمقدرات المسلمين و يسلطون علي أموالهم و أعراضهم و يستنفزون لقمع كل حركة معارضة في الداخل [2] .
پاورقي
[1] و قد رأينا اقدام الحکام الامويين علي طرد غير العرب من المسلمين و الحاقهم بقراهم و مدنهم السابقة لاستحصال الجزية منهم مع أنهم بنظر الاسلام يتساوون في الحقوق و الواجبات مع غيرهم من العرب المسلمين.
[2] و قد رأينا في هذا الفصل عند استعراض ثورتي مطرف بن المغيرة و عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث ان من الاسباب التي دعت لتينک الثورتين، ابعاد المقاتلين المسلمين من اهل العراق الي أطراف الدولة، و بث المقاتلين من أهل الشام في عواصم الدولة و خصوصا في الکوفة التي کانت مصدر فلق دائم للدولة الاموية.