بازگشت

لن تغني الاموال


و اذ أن هشاما البخيل الذي استأثر بالاموال الاسطورية التي حصلها له عماله بمختلف الأساليب بدا و كأنه يعيش حالة زهد تجاه ما يشهده الناس من تمادي أفراد عائلته و عماله في الافراط في الترف و الملذات و صرف الاموال الطائلة، فانه جعل الامة كلها محرومة من أبسط حقوقها في المال، و استمرت حملة القمع في عهده لاسكاتها عن المطالبة بحقوقها أو لرفع الغبن و الضيم و اقامة الحدود العادلة التي تضمن سلامتها و صلاحها كأمة اسلامية تفترض ممن يحكم باسم الاسلام أن يسير فيها سيرة عادلة صالحة.

فكانت سياسة التجويع و الحرمان تبدو سلاحا ناجحا بوجه من يحتمل أن يقوم بوجه دولة الظلم المتمادية و في مقدمة أولئك آل البيت و من ينتمي اليهم بنسب أو قرابة أو ولاء، حتي (أن أهل هذا البيت من بين هاشم قد كانوا هلكوا جوعا، حتي كانت همة أحدهم قوت عياله) [1] علي حد تعبير يوسف بن عمر الوالي الاموي علي الكوفة الذي تصدي لقمع ثورة زيد في الكوفة.


پاورقي

[1] الطبري 248/4.