بازگشت

الي سجستان... غدر و خيانة


و هكذا اضطر ابن الاشعث للهروب مرة اخري و سار الي سجستان، و هناك غدر به عماله و قبض عليه أحدهم بعد أن أخذ غدرا و أراد أن يسلمه الي الحجاج لو لم ينقذه رتبيل، ملك الترك من قبضته..

و عندما وصل سجستان، كان معه من أصحابه من الرؤوس و القادة الذين لم يقبلوا أمان الحجاج و نصبوا له العداوة في كل موطن، و في الطريق الي خراسان هرب من أصحابه عبيدالله بن عبدالرحمن بن سمرة القرشي في ألفين فأخذ طريقا سوي طريقهم. و هنا أدرك عبدالرحمن أن معظم أصحابه سيتخلون عنه بالتدريج بعد أن يحصلوا علي كتب أمان من الحجاج خصوصا و أن آمالهم بالتغلب عليه قد خابت بعد أن تغلب عليهم عدة مرات...

و قد ألقي كلمة في أصحابه جاء فيها: (أما بعد فاني شهدتكم في هذه المواطن، و ليس فيها مشهد الا أصبر لكم فيه نفسي حتي لا يبقي فيه منكم أحد، فلما رأيت أنكم لا تقاتلون، و لا تصبرون، أتيت ملجأ و مأمنا فكنت فيه، فجاءتني كتبكم بأن أقبل الينا، فانا قد اجتمعنا و أمرنا واحد، لعلنا نقاتل عدونا، فأتيتكم، فرأيت أن أمضي الي خراسان، و زعمتم أنكم مجتمعون لي، و أنكم لن تفرقوا عني، ثم هذا عبيدالله بن عبدالرحمن قد صنع ما قد رأيتم، فحسبي منكم يومي هذا فاصنعوا ما بدا لكم، أما أنا فمنصرف الي صاحبي الذي أتيتكم من قبله، فمن أحب منكم أن يتبعني فليتبعني، و من كره ذلك فليذهب حيث أحب في عياذ من الله) [1] .


پاورقي

[1] الطبري 642/3 و ابن‏الاثير 215/4.