بازگشت

مقتل كميل بن زياد و سعيد بن جبير


و رغم أن منادي الحجاج نادي أن من رجع فهو آمن، الا أنه استمر بمطاردة من شاركوا بثورة ابن الاشعث و قتلهم لعدة سنوات و ليست تخفي عنا قصة مقتل كميل بن


زياد النخعي [1] و سعيد بن جبير [2] و غيرهما، و كان لا يقبل مبايعة الا من شهد علي نفسه بالكفر، و هو أمر غريب اذ كيف يطلب مدعي الايمان مبايعة الكافر- بزعمه - له؟ و قد قتل بعد ذلك مائة و ثلاثين ألفا [3] صبرا...

و قد جرت وقعة أخري بمسكن بين الحجاج و ابن الأشعث الذي استولي ثانية علي البصرة و قد التحقت به فلول جيشه، و تلاوم الناس علي الفرار، و قد سار اليه الحجاج بقواته فقاتله خمس عشرة ليلة، فاقتتلوا أشد القتال. و في تلك المعركة قتل أحد قادة جيش الحجاج، فهده ذلك و أصحابه هدا شديدا، و هنا عاد يستعمل أسلوبه الوعظي لا بسا مسوح الزاهد المؤمن بالله، و كأنه لم يكن الحجاج الطاغية الذي لا يقيم و زنا أو حرمة لدين أو قيم الهية حقا، و كأنه لم يكن أبعد الناس عن الاسلام و أقربهم للكفر و الطاغوت.

قال متملقا أفراد جيشه و متخليا عن أسلوب العنجهية الذي عرف به:



پاورقي

[1] دعا الحجاج (بکميل بن زياد النخعي، فقال له: أنت المقتص من عثمان أميرالمؤمنين؟ قد کنت أحب أن أجد عليک سبيلا. فقال: و الله ما أدري علي أينا أنت أشد غضبا؟ عليه حين أقاد من نفسه، أم علي حين عفوت عنه؟ ثم قال: أيها الرجل من ثقيف، لا تصرف علي أنيابک، و لا تهدم علي تهدم الکثيب، و لا تکشر کشرات الذئب، و الله ما بقي من عمري الا ظم الحمار، فانه يشرب غدوة و يموت عشية، و يشرب عشية و يموت غدوة. اقض ما أنت قاض، فان الموعد الله، و بعد القتل الحساب....

[2] قال الحجاج: فان الحجة عليک، قال: ذلک ان کان القضاء اليک: الطبري 639/3 و ابن‏الأثير 212/4 فأمر به فقتل. و کان کميل من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام.

[3] کان سعيد في مکة مختفيا عن الحجاج فوشي به الي الحجاج فبعث به عامل مکة اليه. و في الطريق طلب منه حراسه أن يهرب فأبي و قد التقي بقراء أهل الکوفة قبل أن يؤخذ به الي الحجاج و کان ضاحکا مستبشرا... و قد روي انه لما قتل سعيد بن جبير فندر رأسه لله هلل ثلاثا، مرة يفصح بها، و في الثنتين يقول مثل ذلک لا يفصح..

و قد التبس الحجاج عند قتله سعيد. و عندما هدده بالقتل قبل أن يقتله قال له: اني اذا لسعيد کما سمتني أمي. فقتله، فلم يلبث بعده الا نحوا من أربعين يوما، فکان اذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه فيقول: يا عدو الله لم قتلتني؟ فيقول: ما لي و لسعيد بن جبير! ما لي و لسعيد بن جبير! الطري 25/4 و ابن‏الاثير 281 - 280/4.