روح كربلاء
و قد أوضح بيان ألقاه عبدالرحمن بن أبي ليلي في القراء السبب الذي دعاهم لقتال جيش عبدالملك، و هو نفس السبب الذي دعا الحسين عليه السلام لمواجهة الدولة
الأموية بقيادة يزيد من قبل، فروح كربلاء بدت متوهجة في تلك المعركة الطويلة، و مقاومة الظلم بدت مطلبا دائميا لا يمكن اسكات صوت المنادين به الي الابد.
قال ابن أبي ليلي:
(يا معشر القراء، ان الفرار ليس بأحد من الناس أقبح منه بكم، اني سمعت عليا - رفع الله درجته في الصالحين، و أثابه أحسن ثواب الشهداء و الصديقين - يقول يوم لقينا أهل الشام: أيها المؤمنون، انه من رأي عدوانا يعمل به، و منكرا يدعي اليه، فأنكره بقلبه فقد سلم و بري ء، و من أنكر بلسانه فقد أجر، و هو أفضل من صاحبه، و من أنكر بالسيف، لتكون كلمة الله العليا، و كلمة الظالمين السفلي، فذلك الذي أصاب سبيل الهدي و نور في قلبه اليقين.
فقاتلوا هؤلاء المحلين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه، و علموا بالعدوان فليس ينكرونه).
و قال أبوالبختري:
(أيها الناس، قاتلوهم علي دينكم و دنياكم، فو الله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم، و ليغلبن علي دنياكم.
و قال الشعبي: يا اهل الاسلام، قاتلوهم و لا يأخذكم حرج من قتالهم، فو الله ما أعلم قوما علي بسيط الارض أعمل بظلم، و لا أجور منهم في الحكم، فليكن بهم البدار.
و قال سعيد بن جبير:
قاتلوهم و لا تأتموا من قتالهم بنية و يقين، و علي آثامهم قاتلوهم علي جورهم في الحكم، و تجبرهم في الدين، و استدلالهم الضعفاء، و اماتتهم الصلاة) [1] .
پاورقي
[1] الطبري 635/3 و ابنالاثير 210/4 و يذکرنا قول أميرالمؤمنين عليهالسلام الذي ردده ابن أبيليلي في قراء الکوفة و البصرة بخطب الامام الحسين عليهالسلام التي ألقاها في أصحاب الحر و أصحاب عمر بن سعد قبيل مواجهته لجيش ابنزياد واستشهاده في کربلاء. کما أن في أقوال البقية قبسات من أقوال الحسين عليهالسلام التي رددها في کربلاء و قبلها.