بازگشت

هل رأي ابن مرداس ما لم يره الصحابة في بدر


.. و هل يصدق أهل الكوفة ذلك

أي مجتمع هذا يصدق ما سيدعيه ابن مرداس. فالملائكة قاتلت مع الرسول صلي الله عليه و آله و سلم في بدر، ثم جعل الله النصر رهينا بمجهود المسلمين و سيوفهم وحدها بعد ذلك، و لم يدع أحد، مهما سما مقامه و كان مقربا من الرسول صلي الله عليه و آله و سلم علي الادعاء بأن الملائكة كانت تقاتل معه فكيف يجرؤ المختار علي الادعاء - في مجتمع واع ناقد - بذلك؟

لابد أنه أراد أن يري الناس من هم أعداؤه، و كيف يكذبون و ينافقون لمجرد تخليص أنفسهم من الموت.

يشهد بذلك ابن مرداس الكاذب نفسه الذي أرادو أن يجعلوه أداة للطعن في المختار. يقول ابن مرداس: (ما كنت في ايمان حلفت بها قط، أشد اجتهادا و لا مبالغة في الكذب مني في أيماني هذا التي حلفت لهم بها أني قد رأيت الملائكة معهم تقاتل) [1] .

من الذي أجبره علي تلك الايمان التي حلف لهم بها غير جبنه و فراره من الموت؟ و مع ذلك فان هذا الكاذب المتعمد يدعي بأنه عندما أسر علي يد أصحاب


المختار قال لهم: (و أنتم أسرتموني اما أسرني الأقوم علي دواب بلق عليهم ثياب بيض، فقال المختار: أولئك الملائكة، فأطلقه) [2] بهذه البساطة، و بشهادة هذا الكاذب، صدق أهل الكوفة بأن الملائكة كانوا يقاتلون معهم!


پاورقي

[1] نفس المصدر 461 / 3.

[2] نفس المصدر 461 / 3.