بازگشت

حسب أنه قوي... فهدد و أوعد


و بذلك فان ابن الزبير قد ضيع فرصة كبيرة علي نفسه بعدم قبول ما عرضه عليه ابن نمير، و لم تكن غايته من ذلك الرفض الاقتصاص من المجرمين الذي أباحوا المدينة و ضربوا مكة، و انما حسب نفسه القوة الوحيدة المسيطرة علي الساحة، و يؤيد ما نقوله هنا ندمه بعد ذلك علي الذي صنع حيث أرسل ابن نمير بعد خروجه... (أما أن أسير الي الشام فلست فاعلا، ولكن بايعوا لي هناك فاني مؤمنكم و عادل فيكم. فقال: أرأيت ان لم تقدم بنفسك، و وجدت هناك أناسا كثيرا من أهل هذا البيت يطلبونها يجيبهم الناس، فما أنا صانع؟) [1] .

و قد أثبت ابن الزبير بتسرعه في الاجابة و حسم الموقف خطلا في الرأي و بعدا عن الكياسة، فمن كان في مثل موقفه و علي مثل رأيه لا يتورع عن الوصول الي غايته بأية طريقة، غير أن تقديره للأمور لم يكن سليما و كان قاصرا في سياسته و تبصره و نظرته للأمور و قد أدرك ذلك سعيد بن عمرو الذي كان حاكما لمكة من قبل يزيد


و قال عن موقف ابن الزبير هذا: (ما منعه أن يبايعهم و يخرج الي الشام الا تطير... و ان عبدالله، و الله لو سار معهم حتي يدخل الشام ما اختلف عليه منهم اثنان) [2] .


پاورقي

[1] المصدر السابق 363 / 3

و روي ابن‏الأثير 467 / 3 أن حصين أجاب ابن‏ الزبير بقوله: (قبح الله من يعدک بعد ذاهبا وآيبا، قد کنت أظن أن لک رأيا و أنا أکلمک سرا و تکلمني جهرا و أدعوک الي الخلافة و أنت لا تريد الا القتل و الهلکة).

[2] الطبري 363 / 3.