بازگشت

احتمالان


فهناك أمران كان يحتمل أن يتعرض لهما في مسيره هذا، و هو اما أن يستشهد أو يربح الموقف و المعركة كلها و في الحالة الأولي فهو يتعرض لما كان محتملا أن يتعرض له في المدينة أو مكة، غير أنه كان يستطيع هنا أن يعرض قضيته علي رؤوس الأشهاد، و الأشهاد هنا الأمة كلها، و التي بدأت تراقب هذا الموقف الملتهب، و يستطيع لفت نظرها بدون دمه و دماء أصحابه الأحمر القاني الي ما لا يمكن أن تنتبه اليه دون هذا الدم و دون هذا الموقف الحاسم.

و اذا ما ربح المعركة عسكريا و علي كل المستويات و الأبعاد، أو اذا ما خسر علي السمتوي العسكري و قتل، و قتل معه أصحابه، فهو في الحالتين قد حقق كسبا عظيما لصالح قضيته، اذ يستطيع وضع عصاه القوية في عجلة الانحراف، و يجعل الأمة تندم و تأسف علي استسلامها و مهادنتها دولة الظلم و مواقفها اللامبالية تجاه ما كان يجري من خرق مفضوح لكل قوانين الاسلام و أحكامه من قبل الدولة الجائرة التي ليس لها من الاسلام الا اسمه فقط، و تعيد النظر بمواقفها و تعمل علي تصحيحها منذ اللحظة الأولي التي تنتهي فيها المعركة.