بازگشت

لم يجرأوا علي شجب الثورة فشجبوا الأسلوب


ان بعض أولئك الذين لم يجرأوا صراحة علي شجب الثورة لما يعلمونه من خروج يزيد الفاضح عن الاسلام. يأخذون عن الحسين عليه السلام أنه لم يقم بها في الوقت المناسب، و لم يعد لها العدة اللازمة من الرجال و السلاح و المال... و في معرض الحديث عن ذلك قلنا ان الحسين عليه السلام لم يكن بوسعه الا القيام بما قام به، مادام قد رفض حكم يزيد و مبايعته، بفعل الظروف المفاجئة التي بدأت بموت معاوية و الذي تم علي أثره مطالبة الحسين بمبايعة يزيد حالا، فحاكم المدينة الأموي الذي أبلغه خبر موت معاوية طلب منه مبايعة يزد علي الفور، و ربما كان سيسجنه أو يقتله في تلك اللحظة لو لم يكن الحسين مستعدا لذلك و لو لم يأخذ جماعة من أصحابه و أهل بيته الي محل اللقاء ليستنقذوه اذا ما رأي بادرة خطر محتملة، و كان الأمر كما توقع فعلا..

و قد رأينا أن الحسين عليه السلام خرج من المدينة هاربا يترقب - ان صح التعبير - خوفا تعرضه للموت هناك ان لم يبايع، و هو لم يرد بالتأكيد أن يبايع، كما رأينا خروجه الملحمي علي مرأي و مسمع آلاف الحجاج الذين قدموا مكة ذلك الموسم، لأن الأمر يمكن أن يتكرر هناك كما تكرر في المدينة خصوصا و أن يزيد أرسل المدينة أو مكة فان الأمر كله يمكن أن يضيع دون أن يستطيع كشف الدوافع الحقيقية من وراء رفض يزيد و عدم مبايعته، و لن يكون لموته ذلك التأثير الذي حصل في كربلاء و جعل الأمة تعيد النظر في موقفها المستسلم و المهاون و اللامبالي.